- إنضم
- نوفمبر 16, 2021
- المشاركات
- 423
- مستوى التفاعل
- 79

من الملك الذي عاصر يوسف عليه السلام ؟
اختلف المؤرخون وتعددت الدراسات والأبحاث حول الفترة التي عاصرها النبي يوسف عليه السلام في مصر ،
و قدوم بني يعقوب الى مصر ثم خروجهم في عهد موسى عليه السلام ،
واختلفوا في الاجابة على سؤالين : من الملك الذي عاصر يوسف ؟
و شخصية الفرعون الذي غرق في البحر بعد محاولته اللحاق ببني اسرائيل ؟ .
ولماذا لم تسجل الآثار المصرية القديمة تلك الفترة وأحداثها ؟
خمس نظريات للاجابة على سؤال : من الملك الذي كان يوسف وزيرا له ولقب ب عزيز مصر ؟
النظرية الأولى : أن يوسف وزير الملك زوسر :
الملك زوسر
يرجح البعض من المؤرخين وعلماء الآثار أن يوسف عليه السلام هو أمحوتب: أول مهندس عرفته البشرية، والذي كان وزيرًا للملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة وصاحب أول هرم في التاريخ، حيث أن صفات أمحوتب والتي تعنى القادم في سلام، تتطابق وصفات النبى الكريم من ذكاء وتواضع وصدق وإخلاص، وإلمام بكافة أفرع المعرفة، فكان مهندسًا وطبيبًا وشاعرًا وعالمًا في حركة الكواكب والنجوم.
يعتمد الباحثون في هذه النظرية على أنه كان هناك مجاعة كبرى سجلتها البرديات الفرعونية، حلّت بمصر وفلسطين وبلاد الشام في عصر الملك زوسر،
وهذا يتفق مع رؤية البقرات السبع التي فسرها يوسف عليه السلام كما وقعت في القرآن الكريم،
والعلاقة بين جثة سيدنا يوسف التي نقلها بني اسرائيل معهم أثناء خروجهم من مصر كما ذكرت في كتبهم ، وبين اختفاء جثة أمحوتب .
ذكر المؤرخ الفرعوني مانيتون أن زوسر حكم لمدة 29 سنة (2640ق.م - 2611ق.م) ، بينما تذكر بردية تورين أن فترة حكمه امتدت 19 عام فقط عام (2630 ق.م - 2611 ق.م)
وتذكر الأثار المصرية : هرم زوسر أو هرم سقارة قد بُني خلال القرن 27 ق.م لدفن الفرعون زوسر ؛ بناه له وزيره إمحوتب والذي كان رجلا حكيما وواحداً من المستشارين السياسيين للفراعنة ، وأصبح نصف إله ، ثم في عهد البطالمة أصبح إله الطب أو الشفاء لدى المصريين .
وكان الاغريق يدعون إمحوتب باسم أموتحيس ، ووحَّدوا بينه وبين اسقلبيوس ، إله الشفاء . ومع أنه ليس ثمة دليل معاصر على كون إمحوتب طبيباً ،
إلاّ أن مسؤولياته الدينية كانت ذات علاقة وثيقة بالسحر وفي مصر القديمة كان السحر مرتبط بالطب.
وأقيمت له مزارات ومعابد في مختلف أرجاء مصر وبلاد النوبة . وكان يُعتقد أن حالات شفاء عجيبة كانت ممكنة بفضل تدخّله ، ومن هنا كانت معابده تغصّ بالمرضى الذين ترك كثير منهم سجلات تفيض بالشكران وعرفان الجميل .
وقد عُثر على تماثيل بأعداد كبيرة لإمحوتب كإله الشفاء ، تثبت شهرته والاحترام الشديد الذي تمتع به في الأزمنة القديمة .
أما عن بناء هرم زوسر فهو مدرج وهو أول هرم مصري يتكون من ست مصاطب و يمثل تطوراً هائلاً في تصميم القبور في ذلك العهد الذي كان يكتفي بمصطبة واحدة .
ويبلغ ارتفاعه 62 متر على قاعدة أبعادها 109 م / 125 م
النظرية الثانية : يوسف هو إخناتون " أمنحتب الرابع "
"إخناتون " يعني الروح الحية لآتون ، وكان معروف باسم أمنمحوتب الرابع.،لكنه أطلق على نفسه "اخناتون" و كان فرعون من الأسرة الثامنة عشرة حكم مصر لمدة 17 عاماً وزوجته نفرتيتي وهو الابن الأصغر لأمنحتب الثالث ، وتوفي في 1336 ق.م أو 1334 ق.م.
واشتهر بتخليه عن تعدد الآلهة المصرية والدين التقليدي للمصريين وإدخال عبادة جديدة تركزت على آتون والتي توصف أحيانًا بأنها ديانة توحيدية ، لكنها لم تصمد ولم تكن مقبولة فبعد وفاتة اخناتون تم استعادة الدياتة التقليدية تدريجيًا
وجاء من بعده الفرعون توت عنخ آمون ، وعادت عبادة الاله آمون .
وقد حاول عدد كبير من الباحثين الأجانب في دراستهم لحياة النبى يوسف عليه السلام في مصر، التقارب بين يوسف وبين " أمنحتب الرابع " ،
وتشير الدراسات التاريخية إلى أن مصر تعرضت في عهد اخناتون لمجاعتين في عامين متتاليين، أمتدت إلى فلسطين وبلاد الشام.
النظرية الثالثة : يوسف وزير لملك من الهكسوس:
هكسوس
رجح البعض من المؤرخين العرب، أن العصر الذي عاش فيه سيدنا يوسف كان في عصر الهكسوس "الملوك الرعاة الآسيويين ".،
أو حكام الأراضي الأجنبية حسب ترجمة اللغة المصرية القديمة و هم شعوب بدوية دخلت مصر من سيناء في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر. يُعتقد أنهم إنطلقوا من شمال فلسطين. كما جاء أيضاً الحوريون إلى كنعان من هذه المنطقة.
لم يتفق خبراء التاريخ على أصل الهكسوس ، ولكن الراجح أنهم أصحاب أصول آسيوية متعددة، ومنهم من كان" سامي" الأصل، نسبة لبني سام بن نوح عليه السلام ،
فكانت أسماء ملوك الهكسوس سامية مثل صقر حار وخيان (1620 ق.م) وابوفيس (1595-1555 ق.م) وخامودي ( 1555-1545 ق.م)،
وآلهة الهكسوس سامية مثل بعل ،
وانتقلوا من صحراء النقب إلى شبه جزيرة سيناء ثم إلى مصر. حيث استمر احتلال الهكسوس لمصر حوالي مائة عام .
ولقد سبق الهكسوس، هجرة السكان الكنعانيين الى مصر في نهاية الأسرة الثانية عشر حوالي 1800 قبل الميلاد ، وأنشأوا مملكة مستقلة عن مملكة الجنوب في شرق دلتا وادي النيل، حيث أسسوا الأسرة الرابعة عشر .
ولقد غزا الهكسوس أراضي الأسرتين الثالثة والرابعة عشر حوالي 1650 قبل الميلاد، وأسسوا الأسرة الخامسة عشر
ثم تسبب إنهيار الأسرة الثالثة عشر في فراغ السلطة في جنوب مصر، ومن المحتمل أنه قد أدى إلى صعود الأسرة السادسة عشر من أبيدوس والتي إتخذت من طيبة مقراً لحكمها.
فغزا الهكسوس كليهما في نهاية الأمر، ويستثنى من ذلك طيبة التي لم يستمر الغزو فيها إلا لفترة قصيرة.
ومنذ ذلك الوقت سيطرت الأسرة السابعة عشر على طيبة وحكمت لبعض الوقت في تعايش سلمي، ربما على شكل حكام إقطاعيين للملوك الهكسوس.
وفي نهاية المطاف شن سقنن-رع تاو، وكاموس، وأحمس حرباً ضد الهكسوس، وطردوا آخر ملوكهم وهو خامودي من مصر عام 1550 قبل الميلاد.
وذكرت الدراسات التاريخية أن انحدار الهكسوس من أصول سامية شمالية آسيوية، لهم صلة بالعبرانيين، أتاح ليوسف عليه السلام الفرصة للوصول إلى أعلى المناصب في الدولة، والترحيب ببنى يعقوب بعدئذ على عكس التقاليد الملكية المصرية القديمه والتي كانت لا تسمح للأشخاص الأجانب بتقلد المناصب العليا والرفيعة في الدولة ولا يمكن أن يصلوا لمرتبة الوزراء، وإنما اقتصرت مهامهم على الرعى وتربية الأغنام كونهم من سكان الرمال كما ذكرت البرديات المصرية.
ونقلا عن دائرة المعارف اليهودية Jewish Encyclopedia (London & New York: Funk & Wagnalls Company, 1916) )
" أولئك الذين يعتبرون قصة يوسف واقعة تاريخية يذهبون في عمومهم إلى أن الفرعون الذي جعل يوسف حاكما فعليا لمصر كان أحد ملوك الهكسوس "
قلت . ويعزز هذا تقارب فترة وجود الهكسوس في مصر وهي مائة عام وهي الفترة من النبي يوسف وتوطين بني يعقوب مصر الى خروجهم منها في عهد موسى عليه السلام فنسبه، موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ، ولاوي أخو يوسف الأكبر
..
يتبع ..
التعديل الأخير: