سحرة فرعون والانتماء المزيف

yasma

Moderator
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
2,112
مستوى التفاعل
105
سحرة فرعون والانتماء المزيف
..

منا من ينتمي الى جماعة فكرية أو سياسية أو أدبية
أو اجتماعية أو دينية أو رياضية أو حتى جماعة فنية
هناك انتماء حقيقي وآخر مزيف ،
انتماء طبيعي وآخر اصطناعي ،
انتماء صادق وآخر كاذب ،
والفاصل بينهما وعلامة المزيف
هو
طلب الأجروالمغنم
من مال أو شهرة أو منصب عال و أن يكونوا من خواص المذهب أو الجماعة
ومن علية القوم والتي تأمر وتنهي ، وتعطي وتمنع ، ويقولوا ويسمع لهم ،
ون تجاوزا وأخطأوا فلا عقاب عليهم ولا قصاص ويغفر لهم ،
يعني بالبلدي كده ( عندهم حصانة ) .
من المنتمين من يحب المال ،
ليأكل أغلى وأشهى الغذاء ويلبس أفخر الثياب وأرقها ، ويسكن القصور .
ومنهم من يحب الامتيازات ،
امتياز الأولوية ، امتياز الأشياء النادرة ، امتياز المقدمة ، امتياز الخاصة ،
ومنهم من يحب العلو ، قال الله تعالى
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ
عُلُوًّا
فِي الْأَرْضِ
فيدنو من العالين ليكون منهم ،
فلا يسأل عن أي شيء فعله .
ومن المنتمين من هو ينتمي لمجرد أن يقلد الناس ، وكما يقولون فهو امعة ،
بل وكأنه موضة من الموضات ، فيفعل مثل ما يفعل الناس ،
وهؤلاء يطلق عليهم المثل الشعبي ( العدد في الليمون )
فحين تحتاج الجماعة الى نصرة فلن تجدهم ، ولن يلبّوا أي نداء حتى ولو باغراء المال .
الخلاصة ان الانتماء المزيف له أوجه كثيرة ودوافع عديدة ،
وسنقف أمام صورة من الانتماء المزيف المبني على طلب المال .


فتعالوا بنا نستعرض قصة الفرعون والسحرة والعلاقة القائمة على الزيف
والانتماء المزيف ،
...
فتعالوا بنا نستعرض قصة فرعون والسحرة والعلاقة القائمة على الزيف
والانتماء المزيف
فلا هو اله ولا عزة له كما يدعي السحرة،
ولا هم أتباع مخلصون لفرعون بل هم مرتزقة .
واذا نظرنا للعلاقة بين فرعون والسحرة ،
كيف هي ؟ ولماذا ؟
لوجدنا أن فرعون لديه المال والسلطة ومفاتيح المنح والمنع
وكلا الفريقين – فرعون والسحرة- فقير للآخر ومحتاج ،
فهو يملك المال والسلطة ،
وهم يملكون السحر وملكة التأثير في الناس ،
وأدوات السحر ، اما
قوة بيان وجدل من حجج لغوية وغيرها وسفسطة .
أو تخييل وتشويش على الذهن والبصر والقلب من علوم شيطانية ،
وتزيين للباطل والايهام بأنه الحق .
وتأثيرهم على العامة من الشعب ،
وانظر الى قوله تعالى على لسان الشعب المصري
(وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ . لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ) 39-40 سورة الشعراء
اذن فالانتماء المزيف له ثمن وأجر ،
وليس ليقين وصدق التابع أو المنتمي أو المريد أو الجندي ،
أو اقتناع بالمتبوع وآرائه ،
أو ميل صادق للحق من فضائل وقيم ،
بل هو تجارة ، تباع وتشترى .
والمضحك والمثير في السحرة وفرعون ،
أن كل فريق منهم يفهم الآخر جيدا ،
ويعلما أن كلاهما أونطجي ،
ولا فيه حاجة اسمها طريقتكم المثلى ولا حاجة ،
السحرة يعلمون جيدا أن فرعون ليس باله وليس له عزة ولا يحزنون ،
بدليل استنجاده بالعبيد ، والاله الذي يطلب المساعدة والمعونة ممن يعبدوه فليس باله ،
ولكنهم يتواطئون معه على الرعية وعامة الشعب ،
وعندما قالوا للناس
( بعزة فرعون انا لنحن الغالبون )
كان السحرة يعتقدون في أن موسى عليه السلام هو أيضا من طبقتهم ومن صنفهم ،
ومادام هو كذلك فهو فرد واحد أمام مئات من السحرة ، والكثرة تغلب الشجاعة ،
فلما تبين أن موسى ليس مثلهم وأن معه عزة وغلبة أخرى ليست مثل عزة فرعون مزيفة ،
بل هي الحق سبحانه وأن العزة لله ، فخروا ساجدين .
وأيضا فرعون فاهم وواعي بشخصية السحرة ،
ويعرف أن كل حاجة بالمال وبالأجر ، وأن السحرة لم يأتوا اليه لنجدته ،
معتقدين أنه على الحق ، بل ولائهم هو مجرد سلعة تباع وتشترى ،
لذلك فهو بادر فورا باستجابة طلبهم أن لهم الأجر ، بل زادهم قائلا : وأنتم من المقربين ،
يعني أن كلمتكم في الشعب هي كلمتي ومكانتكم مثل مكانتي .
ولم يقل لهم فرعون : أين ايمانكم بي ؟ أين ولائكم ؟ أين انتمائكم ؟
لأنه يعلم أن الايمان والولاء مبني على المنفعة أوعلى الخوف .
وان كلما زاد العطاء والهبات والمنفعة ازداد الولاء وارتفعت درجات الاخلاص .
..
قال الله تعالى :
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10(
قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12)
وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13)
وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15)
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (179)
قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18)
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)
قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22(
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)
قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)
قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)
قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)
قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28(
قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29(
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)
قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31 (
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33(
قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35)
قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)
فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39(
لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)
قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)
فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44(
فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)

قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48(
 
أعلى أسفل
}