الرحمة لمن ؟ والمغفرة لمن ؟

Admin

Administrator
طاقم الإدارة
المحلاوي
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
605
مستوى التفاعل
104
حديث ابن جدعان

من سينال رحمة الله يوم القيامة ومغفرته ؟

وينجو من عذاب النار ، هل هم عموم المؤمنين ؟​

أم الذين كانوا يعملون الخير وينتفع بهم الناس في الدنيا ؟​

وما حال الذين أفادوا البشرية بمخترعاتهم في الطب والحضارة يوم القيامة بغض النظر عن ديانتهم ؟​

والرحمة رحمتان : رحمة عامة للمؤمن والكافر وهي في الدنيا ، وبها يتراحم الخلائق بينهم ، وينزل المطر وينبت الزرع ويشفي المريض الخ،
وأخرى رحمة خاصة يوم القيامة وبها ينجا من عذاب الله وينال مرضاته .

كيف تنال المغفرة ؟

يكون ذلك بطلبها في الدنيا ، وبالعمل الصالح وأنت مؤمن ، وهي صفات المتقين .
غير ذلك فهو مجرد أماني كاذبة وغرور من الشياطين وأوليائهم .
فليس كل العباد ينالوا المغفرة إنما هي خاصة بالمتقين .

حيث قال الله :​

(وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ ‌مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ . ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ . وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ) آل عمران 133-135 .​

ذكر الله صفات فريق من عباده وعددها وبها تنال مغفرة الله : النفقة والعفو والكاظمين الغيظ ، وذكر عقوبة الله عند ارتكاب الذنب ثم سؤال الله واستغفاره .​

وهذه الصفات المذكور في الآية ليس على سبيل الحصر وإنما هي كمثال للعمل الصالح الذي يقرن مع الاستغفار فلينتبه لذلك .​

إلى أن ختم بقوله (أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ)​

فالمغفرة إذن هي جائزة المؤمن المحسن ، وليست منحة للغافلين أو الظالمين أو المسيئين . كما قال ابن كثير : أي: جزاؤهم على هذه الصفات مغفرة من الله.​

ثم قول حملة العرش حين يطلبون المغفرة للمؤمنين ، قال تعالى (ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ)

والشاهد في الآية قولهم (فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ) اذن فالمغفرة للذين تابوا واتبعوا صراط الله المدون في كتبه الى رسله .​


- وعن عائشة أم المؤمنين : قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ابنُ جُدْعانَ كانَ في الجاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، ويُطْعِمُ المِسْكِينَ، فَهلْ ذاكَ نافِعُهُ ؟

قالَ: لا يَنْفَعُهُ ، إنَّه لَمْ يَقُلْ يَوْمًا : رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي يَومَ الدِّينِ.


قال القرطبي في شرح الحديث :
(قول عائشة: هل ذلك نافعه؟ ) معناه: هل ذلك مخلصه من عذاب الله المستحق بالكفر؟
فأجابها بنفي ذلك ، وعلله بأنه لم يؤمن . وعبّر عن الإيمان ببعض ما يدلّ عليه وهو قوله: لم يقل: ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين

"وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا"

سورة الفرقان 23
قال ابن كثير : وهذا يوم القيامة، حين يحاسب الله العباد على ما عملوه من خير وشر، فأخبر أنه لا يتحصل لهؤلاء المشركين من الأعمال -التي ظنوا أنها منجاة لهم -شيء؛ وذلك لأنها فقدت الشرط الشرعي، إما الإخلاص فيها، وإما المتابعة لشرع الله. فكل عمل لا يكون خالصا وعلى الشريعة المرضية، فهو باطل.
وقال الطبري : أي وعمدنا إلى ما عمل هؤلاء المجرمون من عمل فجعلناه باطلا، لأنهم لم يعملوه لله ، وإنما عملوه للشيطان. والهباء: هو الذي يرى كهيئة الغبار إذا دخل ضوء الشمس من كوة ، يحسبه الناظر غبارا، ليس بشيء، تقبض عليه الأيدي ولا تمسه.
ونظير الآية كثير مثل قوله تعالى (وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ ‌كَسَرَابِۭ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡـٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ) النور 39 .

اللهم تب علينا لنتوب ونستغفرك .
 
التعديل الأخير:
  • Like
التفاعلات: yasma

yasma

Moderator
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
2,026
مستوى التفاعل
104
اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا برحمتك
 
  • Like
التفاعلات: Admin
أعلى أسفل
}