من يدخل الجنة ؟ اليهود والنصارى أم المسلمون ؟

Admin

Administrator
طاقم الإدارة
المحلاوي
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
615
مستوى التفاعل
106
اليهود والنصارى والمسلمون

كثر اللغط والكلام حول من يفوز بالجنة وينجو من عذاب الجحيم ،
وزعم كل أهل ديانة انهم وحدهم الفائزون، وثار الخلاف بين الناس من شيوخهم وقسيسهم وأحبارهم ومثقفيهم وعامتهم حتى تاهت الحقائق وظهرت الشبهات ، وفي هذه المقالة القصيرة والموضحة سنبرز الحقيقة بعون الله وتوفيقه .


العبرة ليست في التسمية " يهود ، نصارى ، مسلمون "


فكم من أناس تسموا باسم " عبد الله " وهم عبدة الشيطان وعبدة الدينار والأوثان ، اذن فليس كل شخص اسمه عبد الله هو يعبد الله وحده ، وإنما العبرة فيما اعتقد وعمل، وليس العبرة في مسماه .


جواب الله على اليهود والنصارى والمسلمين :


وهو الذي حسم القضية وأجاب على تساؤلات الناس من اليهود والنصارى والمشركين والمسلمين ، فيمن سيدخل الجنة ،
فهو القائل في كتابه " لَّيۡسَ ‌بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَابِ ) سورة النساء 123 .
يقول الله تعالى ليس بأمانيكم يقصد أهل الإسلام ، وقال مجاهد يقصد مشركي قريش وهو بعيد لأنهم لم يؤمنوا بالجنة والحساب،
ولا أماني أهل الكتاب أي اليهود والنصارى ، حيث ذكر الله كلامهم وأمنياتهم في موضع آخر قائلا : (وَقَالُواْ ‌لَن ‌يَدۡخُلَ ‌ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَارَىٰ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُم ) .
تخاصم أهل الأديان ،من مشركي العرب فقالوا ديننا أفضل ولن نعذب ، وقال أهل التوراة: كتابنا أول كتاب وخيرها ، ونبينا خير الأنبياء، وقال أهل الإنجيل نحوا من ذلك،
وقال أهل الإسلام: لا دين إلا دين الإسلام ، وكتابنا نسخ كل كتاب ، ونبينا خاتم النبيين ، وأمرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم ، فقضى الله بينهم ، فقال:
" ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب"
وأضاف الله تعالى قائلا : ( مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّا وَلَا نَصِيرا . وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّالِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَى وَهُوَ مُؤۡمِن فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ نَقِيرا . وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِينا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِن وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفا وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلا
) النساء 125
فذكر تعالى فيها قواعد وأسس الحساب والتقييم ودخول الجنة وهي :
قواعد وأسس دخول الجنة
أولا : لن يفلت أحد منهم ارتكب سيئة وهي في صحيفته وسيحاسب عليها .
ثانيا : أهل الجنة هم الموحدون بالله وأهل الأعمال الصالحة .
ثالثا : من آمن ببعض الرسل وكفر بآخرين فهو كافر ولن يدخل الجنة ،
فاليهود الذين كفروا بعيسى ومحمد كأنبياء ، والنصارى الذين كفروا بمحمد هم كفار وسيعذبهم الله عذابا مهينا .

قال تعالى ( إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَافِرُونَ حَقّٗا وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَافِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا.
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَلَمۡ يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ أُوْلَٰٓئِكَ سَوۡفَ يُؤۡتِيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا
) سورة النساء


اذن ليس كل ولد على اليهودية أو النصرانية أو الاسلام ، يضمن دخول الجنة ، وإنما يضمن دخوله هو ان يكون تابعا لملة ابراهيم وهي الحنيفية قال تعالى في دين ابراهيم " ‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفا مُّسۡلِما وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ) آل عمران 67 .
فيقال لكل يهودي أو نصراني : ما هو دين ابراهيم ؟
وهل قال بالتثليث وان يسوع هو الله ؟
أم كان يعبد الله وحده ؟
ويقال ذلك أيضا لكل زعم انه مسلم : هل تعتقد أن عيسى عبد الله ورسوله وأن محمدا عبد الله ورسوله وأن طاعتهما واجبة ؟
وهل اجتنبت عبادة وطاعة غير الله ؟ واجتنبت عمل الكبائر وفعلت الصالحات من صلاة وزكاة وحسن خلق ؟
فإن كان جوابك بنعم ، فأنت بفضل الله من اهل الجنة والحمد لله رب العالمين .

قول اليهود : "وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّاما ‌مَّعۡدُودَة "


فأجابهم الله قائلا :

(قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ.
بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَة وَأَحَاطَتۡ بِهِ خَطِيٓـَٔتُهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَابُ ٱلنَّارِ هُمۡ فِيهَا خَالِدُونَ ،
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمۡ فِيهَا خَالِدُونَ
) البقرة 80 -81

وقولهم : ( وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَاؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّآؤُهُ)
قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم ‌بِذُنُوبِكُم . بَلۡ أَنتُم بَشَر مِّمَّنۡ خَلَقَ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَاٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ .
قال ابن كثير في تفسير الآية :
ونقلوا عن كتابهم أن الله قال لعبده إسرائيل : "أنت ابني بكري".
فحملوا هذا على غير تأويله، وحرفوه ،

وقد ردّ عليهم غير واحد ممن أسلم من عقلائهم، وقالوا: هذا يطلق عندهم على التشريف والإكرام،

كما نقل النصارى عن كتابهم أن عيسى قال لهم: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم، يعني: ربي وربكم،
ومعلوم أنهم لم يدعوا لأنفسهم من البنوة ما ادعوها في عيسى، عليه السلام، وإنما أرادوا بذلك معزتهم لديه وحظوتهم عنده، ولهذا قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه.

قال الله تعالى ردا عليهم : {قل فلم يعذبكم بذنوبكم} أي: لو كنتم كما تدعون أبناءه وأحباءه، فلم أعدَّ لكم نار جهنم على كفركم وكذبكم وافترائكم؟.
وقد قال بعض شيوخ الصوفية لبعض الفقهاء : أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه؟ فلم يرد عليه، فتلا الصوفي هذه الآية: {قل فلم يعذبكم بذنوبكم}وهذا الذي قاله حسن."

انتهى قول ابن كثير وبه نختم مسألة من أهم مسائل العقيدة .
 
التعديل الأخير:
  • Love
التفاعلات: yasma
أعلى أسفل
}