صحة حديث أن موسى لطم عين ملك الموت .

م/محسن

عضو برونزي
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
214
مستوى التفاعل
51

حديث لطم موسى عليه السلام عين ‌ملك ‌الموت ففقأها:​

رد الألباني وتلميذه ابو اسحاق الحويني وكثير من السلفية على انتقادات واعتراضات على الحديث وأجابوا بأجوبة ضعيفة متناقضة لكن الشيخ المحدث المحقق مصطفى العدوي ردّ الحديث بما يتفق مع رؤيتنا في غرابة متن الحديث والتي لا تتفق مع أصول الكتاب والسنة في التوحيد والأنبياء و خلْق الملائكة .
كما سنعرض في الفيديو الموجود في نهاية المقال وكذلك ردودنا العلمية على الحديث، وشرح ابن حجر في فتح الباري .

أولا : اسانيد ومتن حديث لطم عين ملك الموت في الصحيحين


صحيح البخاري :
حدثنا ‌يحيى بن موسى حدثنا ‌عبد الرزاق أخبرنا ‌معمر عن ‌ابن طاوس عن ‌أبيه عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه قال :
«أرسل ‌ملك ‌الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه ،
فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم ماذا قال ثم الموت قال فالآن قال فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر،
قال أبو هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر» قال وأخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
وروى الامام مسلم طريق البخاري: معمر عن ابن طاوس ،
وذكر مسلم طريق آخر: معمر عن همام بن منبه فقال :
حدثنا محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" جاء ‌ملك ‌الموت إلى موسى عليه السلام. فقال له: أجب ربك قال فلطم موسى عليه السلام عين ‌ملك ‌الموت ففقأها، قال فرجع الملك إلى الله تعالى فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني، قال فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إلى عبدي فقل: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور، فما توارت يدك من شعرة، فإنك تعيش بها سنة، قال: ثم مه؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب، رب أمتني من الأرض المقدسة، رمية بحجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق، عند الكثيب الأحمر»

شرح حديث لطم عين ملك الموت لابن حجر في فتح الباري :


قال : ثم أورد المصنف حديث أبي هريرة أرسل ملك الموت إلى موسى الحديث بطوله من طريق معمر عن بن طاوس عن أبيه عنه ولم يذكر فيه الرفع وقد ساقه في أحاديث الأنبياء من هذا الوجه ثم قال وعن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وقد ساقه مسلم من طريق معمر بالسندين كذلك...

(قوله وفاة موسى)
ثم أورد فيه أحاديث الأول حديث أبي هريرة في قصة موسى مع ‌ملك ‌الموت أورده موقوفا من طريق طاوس عنه ثم عقبه برواية همام عنه مرفوعا وهذا هو المشهور عن عبد الرزاق وقد رفع محمد بن يحيى عنه رواية طاوس أيضا أخرجه الإسماعيلي

قوله (أرسل ‌ملك ‌الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه أي ضربه على عينه) وفي رواية همام عن أبي هريرة عند أحمد ومسلم جاء ‌ملك ‌الموت إلى موسى فقال أجب ربك فلطم موسى عين ‌ملك ‌الموت ففقأها ،
وفي رواية عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة عند أحمد والطبري كان ‌ملك ‌الموت يأتي الناس عيانا فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه

قوله ( لا يريد الموت ) زاد همام وقد فقأ عيني فرد الله عليه عينه ) وفي رواية عمار فقال يا رب عبدك موسى فقأ عيني ولولا كرامته عليك لشققت عليه قوله فقل له يضع يده في رواية أبي يونس فقل له الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فضع يدك قوله على متن بفتح الميم وسكون المثناة هو الظهر وقيل مكتنف الصلب بين العصب واللحم وفي رواية عمار على جلد ثور قوله فله بما غطى يده في رواية الكشميهني بما غطت يده قوله ثم الموت في رواية أبي يونس قال فالآن يا رب من قريب وفي رواية عمار فأتاه فقال له ما بعد هذا قال الموت قال فالآن.

عرض ابن حجر لردود وأجوبة على قصة موسى مع ملك الموت

قال :
قال ابن خزيمة أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وقالوا إن كان موسى عرفه فقد استخف به وإن كان لم يعرفه فكيف لم يقتص له من فقأ عينه ،
والجواب: أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ وإنما بعثه إليه اختبارا وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدميا دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت وقد أباح الشارع فقأ عين الناظر في دار المسلم بغير إذن ،
وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفهم ابتداء ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكول ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه وعلى تقدير أن يكون عرفه فمن أين لهذا المبتدع مشروعية القصاص بين الملائكة والبشر ثم من أين له أن ملك الموت طلب القصاص من موسى فلم يقتص له ،
ولخص الخطابي كلام بن خزيمة وزاد فيه أن موسى دفعه عن نفسه لما ركب فيه من الحدّة وأن الله رد عين ملك الموت ليعلم موسى أنه جاءه من عند الله فلهذا استسلم حينئذ ،
وقال النووي : لا يمتنع أن يأذن الله لموسى في هذه اللطمة امتحانا للملطوم ،
وقال غيره : إنما لطمه لأنه جاء لقبض روحه من قبل أن يخيره لما ثبت أنه لم يقبض نبي حتى يخير فلهذا لما خيره في المرة الثانية أذعن قيل "
قال ابن حجر: وهذا أولى الأقوال بالصواب وفيه نظر لأنه يعود أصل السؤال فيقال لم أقدم ملك الموت على قبض نبي الله وأخل بالشرط فيعود الجواب أن ذلك وقع امتحانا.
وزعم بعضهم أن معنى قوله فقأ عينه أي أبطل حجته وهو مردود بقوله في نفس الحديث فرد الله عينه وبقوله لطمه وصكه وغير ذلك من قرائن السياق .
وقال بن قتيبة : إنما فقأ موسى العين التي هي تخييل وتمثيل وليست عينا حقيقة ومعنى رد الله عينه أي أعاده إلى خلقته الحقيقية.
وقيل على ظاهره ورد الله إلى ملك الموت عينه البشرية ليرجع إلى موسى على كمال الصورة فيكون ذلك أقوى في اعتباره وهذا هو المعتمد .
وجوز ابن عقيل أن يكون موسى أذن له أن يفعل ذلك بملك الموت وأمر ملك الموت بالصبر على ذلك كما أمر موسى بالصبر على ما يصنع الخضر .
وفيه أن الملك يتمثل بصورة الإنسان وقد جاء ذلك في عدة أحاديث "
انتهى كلام ابن حجر .

جوابي وردي على حديث صك عين ملك الموت


1- ملك الموت لا يأتي بمفرده وانما يأتي معه كوكبة من الملائكة وهو رئيسها يقول تعالى ( حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ ‌تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ ) ٦١ الأنعام
الشاهد قوله (رسلنا ) فملك الموت يحضر معه ملائكة آخرون .
فالآية تنقض جوانب القصة وأجوبة المفسرين ، فقالوا أن موسى لم يعرف ملك الموت ، أو أن الملك لم يستأذن موسى .
ثم ان رسالة ملك الموت الى موسى بقوله ( أجب ربك ) المفترض من نبي الله ان يجيب ربه وإلا فهي معصية حاشا لله ان يقع فيها كليم الله .
وقال تعالى (حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ‌ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ) ٩٩ المؤمنون

2- الأجوبة تجوز أن موسى عليه السلام وهو كليم الله ومن اولي العزم من الرسل، أن يكونوا من الذين يريدون الحياة الدنيا ،وأن يعمر في الأرض كما تتمنى اليهود ،
وأنه لم يتعلم الدين طول رسالته حتى أنه لم يعلم أن مهما كان من معمر في الأرض إلا وكانت نهايته الموت حتى راح يعلمه ربه هذا عند موته واقتراب أجله وقول ملك الموت بحكاية ظهر الثور !!!!

3- الحديث يكتسي بثوب الاسرائيليات ولقد ردّ بعض حفاظ الحديث مثل الامام ابن كثير أحاديثا في الصحيحين مثل حديث ابي هريرة في صحيح مسلم في خلق الله التربة يوم السبت وحكم عليه ابن كثير تبعا لابن المديني والبخاري انه من الاسرائيليات وأنه من كلام كعب الأحبار .
اذن فعدم قبول أحد الأحاديث في الصحيحين لغرابة متنه وشبهة أن يكون من رواية الاسرائيليات ليس بدعة وأصحاب الرفض ليسوا مبتدعين ،
بل الأولى بالبدعة هم الذين يرون أخبارا تتعارض مع صحيح الدين والعقيدة وكذلك المدافعون عنها خشية أن يمس صحيح البخاري ويتهم أنه يحوي أخبارا منكرة .
ودين الله وعقيدته أولى بالدفاع عنها وحفظها من أخبار مدسوسة .


4- اختلاف اجوبة الحفاظ والمفسرين والعلماء وتباينها الشديد هو أكبر دليل على اشكالية الخبر ، ثم أن الخلاف بين أجوبتهم ليس من النوع الذي يثري الجواب ويكمل بعضه البعض بل هو ينقض بعضه بعضا كما عرضناه وقرأتموه .

5- فكرة الملاك الذي يتجسد بشرا وانسانا يحمل صفات البشر حقيقة ، هي فكرة اسرائيلية ظهرت في اعتقاد النصارى في تجسد الله في عيسى الانسان ، ومن قبله اعتقاد اليهود في مصارعة النبي يعقوب عليه السلام مع الله عز وجل وتغلبه عليه .
ولو انها صحيحة ما انكرها الله في قرآنه ولا عاب عليهم أنهم اعتقدوا جواز تجسد الله أو الملائكة حقيقة بشرا .
أما عقيدة الاسلام في تمثل الملك في صورة بشر لا تعني ان الملك أصبح انسانا على الحقيقة بل هو ملك في صورة انسان بدليل ضيف ابراهيم عليه السلام من الملائكة الذين اتوه في صورة بشر لكن الله قال فيهم (فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذٖ . فَلَمَّا رَءَآ ‌أَيۡدِيَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۚ ) هود . والشاهد ان ايدي الملائكة لا تصل الى العجل ولو كانت الملائكة صارت بشرا لأكلت من العجل واتصفت بصفات البشر ، وانما هي مجرد تمثل وصورة يراها الانسان ،

فثبت اذن أن ملك الموت وإنْ جاء الى موسى في صورة بشر فهو يستحيل وممتنع أن تفقأ عينه ،
وإن جوزنا ذلك لأصبح جائزا ان الملائكة المنزلين في غزوة بدر وغزوة أحد قاتلوا حقيقة مع المسلمين وتبارزوا بالسيوف مع الكفار ولجاز أيضا ان يقتل أحد الكفار واحدا من الملائكة أو يفقأ عينه أو يقطع يده .
ولجاز أن يقاتلهم ابليس ويهزمهم اذا جاءوا الى المسلمين في صور بشر حقيقة ،
بل كتاب الله يقول عنه ( وَإِذۡ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَانُ أَعۡمَالَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكُمۡ ‌إِنِّيٓ ‌أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ) الأنفال .

اذن فالملائكة تنزل على حقيقتها العظيمة وصفاتها وقوتها الكاملة رغم صورتها البشرية ، حتى ان ابليس خافهم على نفسه وجنده من الشياطين .
فحسبنا الله فيمن أجاز هذه الأخبار وجعلها من صحيح الأحاديث النبوية الشريفة .

قال الطبري في قصة ضيف ابراهيم :
"يقول تعالى ذكره: فلما رأى إبراهيم أيديهم لا تصل إلى العجل الذي أتاهم به والطعام الذي قدم إليهم نكرهم، وذلك أنه لما قدم طعامه صلى الله عليه وسلم إليهم فيما ذكر كفوا عن أكله، لأنهم لم يكونوا ممن يأكله".
وقال ابن كثير : "وذلك أن الملائكة لا همة لهم إلى الطعام ولا يشتهونه ولا يأكلونه".
قلت :اذن فقول الطبري وابن كثير واضح أن الملائكة لا تتغير حقيقة ذواتهم وصفاتهم فلا يأكلون الطعام ولا تفقأ أعينهم بسبب لطمة يد بشر ،
ولو جاز أن يلطم موسى ملك الموت لجاز لقوم لوط أن يصلوا الى لوط والرسل الذين نزلوا عنده قال الله على لسانهم حين خاف عليهم لوط ( قَالُواْ يَالُوطُ إِنَّا ‌رُسُلُ ‌رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَ) ..


جواب الشيخ مصطفى العدوي على حديث موسى وملك الموت (فيديو ) :

 
التعديل الأخير:
أعلى أسفل