تفسير(وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى)

م/محسن

عضو برونزي
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
256
مستوى التفاعل
60

قال تعالى : "لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "
سورة النحل الاية 60
وقال : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ".
سورة الرعد الآية 27

قال ابن جرير الطبري في تفسيره :
وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربنا وتقدّس.
عن ابن عباس قوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَوَاتِ)يقول : ليس كمثله شيء.
وقال الخليل: المثل: الصفة، أي وله الوصف الأعلى" في السماوات والأرض" كما قال:" مثل الجنة التي وعد المتقون" [الرعد: 35] أي صفتها.

قلت: يقول الله تعالى لاتشبهوني بخلقي ولا تقيسوا صفاتي على صفاتكم ولاقدرتي بمقدرتكم ولاأفعالي بأفعالكم،
حيث قال في آية النحل : للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى ، والمثل السوء عبارة عن الصفة السوء وهي احتياجهم إلى الولد، وكراهتهم الإناث خوف الفقر والعار: ولله المثل الأعلى أي الصفة العالية المقدسة، وهي كونه تعالى منزها عن الولد.
و في الآية الثانية سورة الرعد : انكر الكافرون قدرة الله على اعادة الخلق بعد الموت والهلاك ،فقال لهم ان الاعادة هي أهون عليه ، كما هي عند الصانع من الناس ،
فإن ذاته تعالى ليس كمثلها شيء .

وأنكر القاضي محمد أن يكون معنى ( المثل ) بمعنى الصفة أو الوصف فقال :
" وهذا لا يضطر إليه، لأنه خروج عن اللفظ، بل قوله "مَثَلُ " على بابه، وذلك أنهم إذا قالوا: " إن البنات لله" ، فقد جعلوا له مثلا أبا البنات من البشر،
وكثرة البنات عندهم مكروه ذميم، فهو مثل السوء الذي أخبر الله تعالى أنه لهم،
ليس في البنات فقط، لكن لما جعلوه هم في البنات، جعله هو لهم على الإطلاق في كل سوء، ولا غاية أبعد من عذاب النار،
وقوله وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى على الإطلاق أيضا في الكمال المستغني."

- قوله تعالى (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ ) النحل 74 .
قال الطبري : يقول: فلا تمثلوا لِلهِ الأمثال، ولا تشبِّهوا له الأشباه، فإنه لا مِثْل له ولا شِبْه.
عن ابن عباس، قوله (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ) يعني اتخاذهم الأصنام، يقول: لا تجعلوا معي إلهًا غيري، فإنه لا إله غيري.
وقال قتادة : هذه الأوثان التي تُعْبد من دون الله لا تملك لمن يعبدها رزقا ولا ضرّا ولا نفعا، ولا حياة ولا نشورا، وقوله (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ) فإنه أحَد صَمَد لم يَلِد ولم يُولَد ولم يكن له كُفُوًا أحد.

قلت قوله (فلا تضربوا لله المثال ) تأكيد على ماسبق أن الله لا يشبه بشيئ من خلقه وأن له الوصف الأعلى والكمال المطلق ،
ولا يحتاج للولد فهو الغني ، ولايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء فهو على كل شيء قدير .

الخلاصة :
أن الكافرون او الجاهلون ، يصفون الله بأوصاف المخلوقين ، فجعلوا الملائكة بنات الله ، والعرب تعيب الرجل أبو البنات ويعدوه ناقصا ، فكيف يصفون الله بأوصاف ناقصة سيئة ؟
وهو تعالى له الكمال المطلق والتنزيه المقدس ، وهو الغني عن الخلق والولد .
كما انهم يجعلون لله أنداد وآلهة مثل أصنامهم ، والأصنام تصنع بايديهم ولاتكلمهم ، والله هو الخالق القادر منزل الكتاب والوحي ، والأصنام اموات ، وهو الحي القيوم ،
تعالى الله عما يصفون ، فذلك معنى ولله المثل الأعلى .
** اقرأ أيضا تفسير سورة البقرة
 

yasma

Moderator
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
2,026
مستوى التفاعل
104
 
أعلى أسفل
}