الرسول (ص) احتج وجادل بالمنطق لا بالقرآن

م/محسن

عضو برونزي
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
232
مستوى التفاعل
57

تجادل بالمنطق أو بالقرآن :


كره الامام أحمد علم الكلام وتبعه كثير من السلفية كابن تيمية وغيرهم من الحنابلة ، لكني أقول وبالله التوفيق :

الطرق الكلامية والعقلية في الدين والتوحيد بدلا من الطريقة الايمانية القرآنية، هي ليست دوما مذمومة مكروهة ،
ولكن بحسب استعمالها وقدرها ووقتها ومقاماتها قد تكون مشروعة ومستحبة في بعض الأحوال ،
هذا الكلام ليس مجرد رأي واجتهاد بل فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتى شابا أتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا !،
فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه،
فقال: ادنه، فدنا منه قريبا،
قال: فجلس
قال: أتحبه لأمك؟ ، قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك،
قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم،
قال: أفتحبه لابنتك؟، قال: لا واللَّه، يا رسول اللَّه جعلني اللَّه فداك
قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم،
قال: أفتحبه لأختك؟، قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك،
قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم،
قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا واللَّه، جعلني اللَّه فداك،
قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم،
قال أفتحبه لخالتك؟ ،قال: لا واللَّه جعلني اللَّه فداك،
قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم
قال: فوضع يده عليه وقال: اللَّهمّ اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحَصِّنْ فرْجَه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء
.


(شرح) قولهم : مَهْ مَهْ ، يعني: كُفْ عن هذا،
وقوله: (حصِّن فرجه) يعني: احفَظْه من الفواحش.

رواه أحمد في المسند ، والطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في شعب الإيمان،
و قال الحافظ العراقي في المغني عن حمل الأسفار : رواه أحمد بإسناد جيد، ورجاله رجال الصحيح، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

الغريب أن أحدا من شرّاح الحديث ذكروا من الفوائد ما لم يكن من بينها جواز استعمال طريق العقل والمنطق بدلا من ذكر آيات القرآن والوعظ بكلام الله ،

وأضيف وأقول : بل إن الطرق الكلامية والقياسات العقلية لا مفر منها في مواجهة الملحدين والذي لا يقرون أصلا بالربوبية ووجود الله رب السموات والأرض ،
فكيف تحتج على المنكر بوجود الرب الاله فتقول له : قال الرب كذا وكذا ، وفي القرآن كذا وكذا وهو في الأصل ناكر النبوة ؟!!!!
وفي الحديث النبوي الذي أمامنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد على الشاب بقوله ( إن الله حرم الزنا وأعد عقوبة وحداً وعذابا يوم القيامة وعليك امتثال طاعة الله عز وجل ،

بل رد عليه بالعقل والمنطق و اثارة الحمية الفطرية والعربية في نفس السائل ، فقال له : أتحبه لأمك؟ ثم قال : أفتحبه لابنتك؟ أفتحبه لأختك؟ أفتحبه لعمتك؟ أفتحبه لخالتك ؟

اذن الخلاصة قد تكون الطريقة الكلامية العقلية ضرورة في المرحلة الأولى من الدعوة الاسلامية ، و أحيانا قد تكون مكملة لطريقة الكتاب والسنّة في التثبيت خاصة أن القرآن يعج بنحوها من الأمثال والأدلة العقلية ، ثم بغرض التحصين للمسلم من شبه الملل الأخرى .
وإنما المذموم فقط هو الاعتماد علي الطرق الكلامية كليا والاكتفاء بها في تقرير الحقائق الايمانية ، أو التعمق في علم الكلام والاكثار منه وترجيح أقوال الفلاسفة
،
اللهم الهمنا رشدنا .
 
التعديل الأخير:
أعلى أسفل