معنى" عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ "

Admin

Administrator
طاقم الإدارة
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
317
مستوى التفاعل
46
تفسير الجهالة وشروط المغفرة

قوله تعالى ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119) النحل.

تفسير السوء :
يقول الرازي ولفظ السوء يتناول كل ما لا ينبغي وهو الكفر والمعاصي، وكل من عمل السوء فإنما يفعله بالجهالة،
أما الكفر فلأن أحدا لا يرضى به مع العلم بكونه كفرا، فإنه ما لم يعتقد كون ذلك المذهب حقا وصدقا، فإنه لا يختاره ولا يرتضيه، وأما المعصية فما لم تصر الشهوة غالبة للعقل والعلم لم تصدر عنه تلك المعصية،
فثبت أن كل من عمل السوء فإنما يقدم عليه بسبب الجهالة، فقال تعالى: إنا قد بالغنا في تهديد أولئك الكفار الذين يحللون ويحرمون بمقتضى الشهوة والفرية على الله تعالى،
ثم إنا بعد ذلك نقول: إن ربك في حق الذين عملوا السوء بسبب الجهالة، ثم تابوا من بعد ذلك، أي من بعد تلك السيئة،
وقيل: من بعد تلك الجهالة، ثم إنهم بعد التوبة عن تلك السيئات أصلحوا، أي آمنوا وأطاعوا الله.
ثم أعاد قوله: إن ربك من بعدها على سبيل التأكيد. ثم قال: لغفور رحيم والمعنى: أنه لغفور رحيم لذلك السوء الذي صدر عنهم بسبب الجهالة،


تفسير الجهالة :
وقال ابن عطية : وقالت فرقة : (الجهالة) العمد،
و «الجهالة» عندي في هذا الموضع ليست ضد العلم بل هي تعدي الطور وركوب الرأس،
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم «أو أجهل أو يجهل علي» .
وهي التي في قول الشاعر:
(ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا )
والجهالة التي هي ضد العلم تصحب هذه الأخرى كثيرا، ولكن يخرج منها المتعمد وهو الأكثر، وقلما يوجد في العصاة من لم يتقدم له علم بخطر المعصية التي يواقع.
...