ماذا لو لم يخرج عصاة المسلمين من جهنم ؟

م/محسن

عضو برونزي
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
258
مستوى التفاعل
60
هل يخرج أهل الكبائر من النار ؟
وهم الذين أصروا على الكبيرة ولم يتوبوا .
أو الذين لم تجبر صغائر ذنوبهم ولم تكفر بعمل صالح كالصلاة والصيام والزكاة .
في الخبر والرواية عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، أن اناسا من أمته سيخرجون من جهنم بقول لا اله الا الله ،
وهذا لم تؤكده آية في القرآن ، بل المؤكد الوعيد بالخلود لبعض أصحاب الكبائر مثل القتل
وبفرض أن هذا الخبر غير صادق ولم يقله رسول الله ، فهل يظل البعض اتكالا على حديث الشفاعة والخروج من النار بشهادة أن لااله الا الله هكذا بدون المبادرة الى التوبة والمغفرة من الكبائر ،
وأداء حقوق العباد والمظالم حتى يأتيهم الموت ثم يجدون أن الخبر ليس صدقا فيخلدون في عذاب النار مع الكفار ؟

يقول المؤيد لخروج الموحدين من النار :
اعتقد أن حينها لن يكون هناك فرق بين الذي اسلم ونطق الشهاده ولكن ارتكب خطأ وبين الكافر الذي عاش حياته في المعاصي ولم يؤمن بالله وهذا يكون ظلما في حق الله والله هو المنزهه عن الظلم
و مع اننا عصاه لكن الله يسامحنا لأن الله يعلم ضعف النفس البشريه وتخطأ وتميل في كثير من الأحيان لذلك فإن الله يسامحهم واجمع العلماء علي أن المؤمن العاصي هو تحت مشيئة الله أن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه ولكن حتي لو عذبه فإنه لن يخلد في النار
لأنه لو خلد في النار لكان هو والكافر سواء وهذا من رحمه ربنا وعدله لكي لا نخلد في النار علي الرغم من عصياننا .

الرد عليه :
أولا :
دين الله وحساب الله ليس من شأن البشر والمخلوقين ، إنما الأمر لله تعالى ، الذي يضع القواعد والكتب في الطاعة والمعصية وجزاءهما ،ومن ينجو من النار ويدخل الجنة ،
وكيف تكون المغفرة والتوبة ومتى تقبل أو ترد على صاحبها ،
والله يعلم من الذي لم يتب ولم يستغفر ، أو الذي صدق أو كذب في توبته ، وما معاذيره ؟
وقوله تعالى (ويغفر ما دون ذلك لِمَنْ يَشَاءُ) مفهومه ان هناك من لم يشأ الله أن يغفر لهم فيخلدوا في النار
ثانيا :
ما هو ذلك الايمان الذي يخرج صاحبه من النار ، وما حيثياته وما حقيقة ذلك الايمان ؟
إن عمر بن الخطاب خشي على نفسه وعلى ايمانه من النفاق وسأل حذيفة أن يبرأه من صحيفة المنافقين ،
فهل يضمن المسلمين جميعهم، ايمانهم بأنه خالصا لله من النفاق او الرياء أو الشرك أو موالاة الكافرين ؟
إن شأن الايمان بالله ، عظيم وليس شيء بسيط ولا مجرد كلمة أو وجه واحد من الاعتقادات، فلينتبه المؤمنون ، وليتدبروا آيات الايمان وقواعده في القرآن الكريم ومن هم المؤمنون فيه ؟ .

ثالثا : قرائن ونصوص في بقاء الموحدين والمؤمنين في النار
قال الله في كتابه ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ . بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).سورة البقرة ،
وفي سورة آل عمران قال (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)
وقال الله تعالى بعد ذكر فروض المواريث (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ) النساء
الشاهد قوله تعالى (يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا )
وفي الفرار من القتال في سبيل الله قال (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ . وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) الأنفال
وقال تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً) الى أن قال (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) النساء
وقال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) آل عمران
وقال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ) براءة ، فمن يدرينا فيجوز أن الذي دخل النار من المؤمنين بعد الحساب والميزان أن يجعله الله في زمرة المنافقين الذي يخلدون في نار جهنم .
وماذا عن الذين أعرضوا عن القرآن من المسلمين وقليلا أن فتحوا مصحفا في حياتهم وعمرهم ، فقال الله فيهم (وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا ) سورة طه، فيزعم البعض أنه خارج من النار فقط لشهادته أن لا اله الا الله .
ثم كيف يستوي الخارج من جهنم لأنه فقط آمن فيخلد في الجنة مع الذي اضاف الى ايمانه العمل الصالح حيث قال تعالى (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) التغابن .

-ثم حديث المفلس ضد الخروج ومتناقض مع حديث الشفاعة :
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أتدرون ما المفلس؟»
قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع،
فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار»
فهذا الذي ليس له حسنات وفنيت ، اين حسنة شهادة أن لا اله الا الله ؟
قرائن خروج المؤمنين العصاة من النار
لاتوجد آية واحدة صريحة تؤيد الخروج بعد الحساب والموازين ودخول النار .

النجاة من النار والخلود فيها :

طريقها : اجتناب الكبائر أو التوبة منها ، وشروط التوبة كما بينها الله في كتابه :
( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) النساء
 
أعلى أسفل
}