سيرة الامام الأعظم أبو حنيفة

yasma

Moderator
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
2,113
مستوى التفاعل
105
من هو أبو حنيفة صاحب المذهب الحنفي ؟

قال ابن كثير في كتابه" البداية والنهاية " :

الإمام أبو حنيفة واسمه النعمان بن ثابت التيمي مولاهم الكوفي ، فقيه العراق، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام، وأحد أركان العلماء،
وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتنوعة، وهو أقدمهم وفاة، لأنه أدرك عصر الصحابة، ورأى أنس بن مالك، قيل وغيره.

شيوخ أبي حنيفة :
منهم عطاء بن أبي رباح، و الشعبي، وجبلة بن سحيم، وعدي بن ثابت وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعمرو بن دينار، وأبي سفيان طلحة بن نافع، ونافع مولى ابن عمر، وقتادة، وقيس بن مسلم، وعون بن عبد الله بن عتبة، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، ومحارب بن دثار، وعبد الله بن دينار، والحكم بن عتيبة، وعلقمة بن مرثد، وعلي بن الأقمر، وعبد العزيز بن رفيع، وعطية العوفي،
وحماد بن أبي سليمان - وبه تفقه – وزياد بن علاقة، وسلمة بن كهيل، وعاصم بن كليب، وسماك بن حرب، وعاصم بن بهدلة، وسعيد بن مسروق، وعبد الملك بن عمير، وأبي جعفر الباقر، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن المنكدر،وغيرهم كثير

نشأة وحياة أبي حنيفة :

ولد عام 80 وتوفي 150 هـ (699 - 767 م) فتم له من العمر سبعون سنة، وصلي عليه ببغداد ست مرات لكثرة الزحام، وقبره هناك رحمه الله.
قيل: أصله من أبناء فارس. ولد ونشأ بالكوفة.
وكان يبيع الخز ويطلب العلم في صباه، ثم انقطع للتدريس والإفتاء.
نشأ ابو حنيفة في الكوفة وتربى بها وعاش فيها أكثر حياته .
شيخ أبي حنيفة في الفقه: حماد بن أبي سليمان صحبه عشر سنين وقيل ثمانية عشر سنة ثم مات حماد عام 120 هـ وابو حنيفة في الأربعين واخذ مكانه في الفتيا في مسجد الكوفة.

صفات أربعة في الامام أبو حنيفة

كما ذكرها الشيخ أبي زهرة في كتابه :


1- كان ثري النفس لم يستول عليه الطمع الذي يفقر النفوس ، ولعل منشأ ذلك أنه نشأ في أسرة ذات يسار فلم يذق ذل الحاجة .
2- وكان عظيم الأمانة شديدا على نفسه في كل ما يتصل بها .
3- وكان سمحا قد وقاه الله شح نفسه .
4- كان بالغ التدين شديد التنسك عظيم العبادة يصوم النهار ويقوم الليل .
حتى كان غريبا بين التجار وحتى شبهه كثيرون في تجارته بأبي بكر الصديق رضي الله عنه .

أبو حنيفة والحكّام :


عاش أبو حنيفة اثنتين وخمسين سنة من حياته في الدولة الأموية ، وثماني عشرة في الدولة العباسية .

والدولتان مختلفتين في السياسة والتدين ورغم ذلك لم يساير واحدة منهما ونال منه الأذى من كلتا الدولتين .
وكان لا يرى لبني أمية حقا أو سلطانا من الشرع أو الدين ولكنه لا يحمل السيف ولا يثور .
موقف أبي حنيفة في مناصرته لخروج محمد بن عبد الله بن حسن على المنصور وقد اجاز مالك هذا الخروج .
وقد كان جعفر الصادق ذا صلة وثيقة بأبي حنيفة والذي كان تلميذا لعبد الله بن حسن أبو محمد النفس الزكية .

من حكايات أبي حنيفة مع الخليفة العباسي المنصور :

التحكيم بينه وبين زوجة المنصور : قصة أبو حنيفة مع خلاف المنصور مع زوجته " الحرة " ، فقال لها الخليفة : بمن ترضين في الحكومة بيني وبينك ؟
قالت : بأبي حنيفة .
فرضي به وأحضر أبي حنيفة وقال له: يا أبا حنيفة ، الحرة تخاصمني فأنصفني منها .
قال أبو حنيفة : ليتكلم أمير المؤمنين .
قال : يا أبا حنيفة ، كم يحل للرجل ان يتزوج من الناس فيجمع بينهن ؟
قال : أربع .
قال: وكم يحل له من الإماء ؟
قال : ما شاء ليس لهن عدد .
قال: وهل يجوز لأحد ان يقول خلاف ذلك ؟
قال: لا
فقال أبو جعفر: قد سمعت .
فقال أبو حنيفة : إنما أحل الله هذا لأهل العدل فمن لم يعدل أو خاف أن لايعدل فينبغي ألا يجاوز الواحدة ، قال تعالى" فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة "،
فينبغي أن نتأدب بأدب الله ونتعظ بمواعظه ،
فسكت أبو جعفر وطال سكوته ، فقام أبو حنيفة وخرج .
فلما بلغ منزله أرسلت إليه خادما ومعه مال وثياب وجارية وحمار مصري ،فردها ،
وقال للخادم : اقرئها سلامي ، وقل لها ، إنما ناضلت عن ديني وقمت ذلك المقام لله لم أرد بذلك تقربا الى أحد ولا التمست به دنيا ." .
(كتاب أبي زهرة )

الحكاية الثانية :ذكرها ابن الأثير في كتابه " الكامل في التاريخ " :
" وعزم المنصور على إنفاذ الجيوش إلى الموصل والفتك بأهلها.
فأحضر أبا حنيفة، وابن أبي ليلى، وابن شبرمة، وقال لهم: إن أهل الموصل شرطوا إلي أنهم لا يخرجون علي، فإن فعلوا حلت دماؤهم وأموالهم، وقد خرجوا.
فسكت أبو حنيفة وتكلم الرجلان وقالا: رعيتك، فإن عفوت فأهل ذلك أنت، وإن عاقبت فبما يستحقون.
فقال لأبي حنيفة: أراك سكت يا شيخ؟
فقال: يا أمير المؤمنين، أباحوك ما لا يملكون، أرأيت لو أن امرأة أباحت فرجها بغير عقد نكاح وملك يمين، أكان يجوز أن توطأ ؟
قال: لا .
وكف عن أهل الموصل وأمر أبا حنيفة وصاحبيه بالعود إلى الكوفة " .

..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى أسفل
}