نعرض كتابنا" النظيم" الذي يضم وجوه اعجاز القرآن عند الامامين الزركشي والقرطبي ، وكذا ما تبين لنا من تدبر القرآن العظيم وجوه الاعجاز :
هل يجوز اطلاق وصف لفظ (معجزة ) على القرآن ؟
البعض نفى ذلك بحجة ان القرآن جاء للعبادة فكيف يكون معجز للخلق ؟ بل جاء ليكون تبيانا وأن الوصف اللائق بالقرآن هو أنه ( آية )
والجواب : قد وقع لفظ معجزة والاعجاز في كتب أئمة علوم القرآن والتفسير واللغة قديما كالقرطبي والزركشي على سبيل المثال وحديثا كالشعراوي
وفي لسان العرب : عجز الأَمر يَعْجِزُ وعَجِزَ عَجْزاً ، و العَجْز عدم القدرة ، وفي حديث الجنة: " ما لي لا يَدْخُلُني إِلاَّ سَقَطُ الناس وعَجَزُهُم "جمع عاجِزٍ كخادِمٍ وخَدَم يريد الأَغْبِياءَ العاجِزِين في أُمور الدنيا. ويقال عَجَزَ يَعْجِزُ عن الأَمر إِذا قَصَرَ عنه . والمُعْجِزَةُ واحدة مُعْجِزات الأنبياء عليهم السلام .
وفي القرآن " وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ" براءة ،وقال "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ " فاطر ، لذلك ففي المقابل أن خلقه يعجزون حين يطلب الله منهم أن يأتوا بمثل القرآن وهو كلامه .
اذن فالله قد أعجز عباده أن يأتوا بمثل قرآنه ويسر لهم معانيه واتباعه . وجوه اعجاز القرآن عند الزركشي :
يقول الزركشي في كتابه البرهان : مَعْرِفَةُ إِعْجَازِهِ
وَقَدِ اعْتَنَى بِذَلِكَ الْأَئِمَّةُ وَأَفْرَدُوهُ بِالتَّصْنِيفِ مِنْهُمُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَاقِلَّانِيِّ قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: وَلَمْ يُصَنَّفْ مِثْلُهُ وَكِتَابُ الْخَطَّابِيِّ وَالرُّمَّانِيِّ وَالْبُرْهَانُ لِعَزِيزِيِّ وغيرهم وهو علم جليل عَظِيمُ الْقَدْرِ لِأَنَّ نُبُوَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْجِزَتُهَا الْبَاقِيَةُ الْقُرْآنُ وَهُوَ يُوجِبُ الِاهْتِمَامَ بِمَعْرِفَةِ الْإِعْجَازِ..
قَالَ سُبْحَانَهُ: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فأجره حتى يسمع كلام الله} فَلَوْلَا أَنَّ سَمَاعَهُ إِيَّاهُ حُجَّةٌ عَلَيْهِ لَمْ يَقِفْ أَمْرُهُ عَلَى سَمَاعِهِ وَلَا تَكُونُ حُجَّةً إِلَّا وَهِيَ مُعْجِزَةٌ وَقَالَ تَعَالَى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عليهم}
فأخبر الْكِتَابَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِهِ وَأَنَّهُ كَافٍ فِي الدَّلَالَةِ قَائِمٌ مَقَامَ مُعْجِزَاتِ غَيْرِهِ وَآيَاتِ سِوَاهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَلَمَّا جَاءَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عيه وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ وَكَانُوا أَفْصَحَ الْفُصَحَاءِ وَمَصَاقِعَ الْخُطَبَاءِ تَحَدَّاهُمْ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ وَأَمْهَلَهُمْ طُولَ السِّنِينَ فَلَمْ يَقْدِرُوا يُقَالُ تَحَدَّى فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا دَعَاهُ إِلَى أَمْرٍ لِيُظْهِرَ عَجْزَهُ فِيهِ وَنَازَعَهُ الْغَلَبَةَ فِي قِتَالٍ أَوْ كَلَامِ غَيْرِهِ ومنه أنا حدياك أي ابرزلي وَحْدَكَ
من مناسبة فواتح االسور لما قبلها وارتباطها بها بل ومناسبا لما ختمت به السور
افتح سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كِتَابَهُ الْعَزِيزَ بِعَشَرَةِ أَنْوَاعٍ مِنَ الْكَلَامِ لَا يَخْرُجُ شَيْءٌ مِنَ السُّوَرِ عَنْهَا
1- الاستفتاح بالثناء
الْأَوَّلُ: اسْتِفْتَاحُهُ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالثَّنَاءُ قِسْمَانِ إِثْبَاتٌ لِصِفَاتِ الْمَدْحِ ، وَنَفْيٌ وَتَنْزِيهٌ مِنْ صفات النقص
والإثبات نَحْوُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} فِي خَمْسِ سُوَرٍ وَ {تَبَارَكَ} فِي سُورَتَيْنِ الْفَرْقَانِ {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفرقان} والملك {تبارك الذي بيده الملك}
والتنزيه نحو {سبحان الذي أسرى بعبده} {سبح اسم ربك الأعلى} {سبح لله ما في السماوات} (عدد 3){يسبح لله} (عدد2) ، كِلَاهُمَا فِي سَبْعِ سُوَرٍ،
فَهَذِهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سورة استفتحت بالثناء على الله لِثُبُوتِ صِفَاتِ الْكَمَالِ وَنِصْفُهَا لِسَلْبِ النَّقَائِصِ
قال القرطبي : وقوله (مَثَانِيَ ) قيل : أي تكون السورة فيها آية، وفي السورة الأخرى آية تشبهها،قاله الحسن .
وقال ابن كثير :ويرْوى عن سفيان بن عيينة معنى قوله: ( مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ) أنّ سياقات القرآن تارةً تكونُ في معنى واحد، فهذا من المتشابه، وتارةً تكونُ بذكر الشيء وضده، كذكر المؤمنين ثم الكافرين، وكصفة الجنة ثم صفة النار، وما أشبه هذا، فهذا من المثاني،
كقوله تعالى: { إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [الانفطار:14، 13]، وكقوله { كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } [المطففين:7]، إلى أن قال: { كَلا إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } [المطففين:18] ،
{ هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } إلى أن قال: { هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ } ، ونحو هذا من السياقات فهذا كله من المثاني، أي: في معنيين اثنين، وأما إذا كان السياق كله في معنى واحد يشبه بعضه بعضا، فهو المتشابه
أمثلة ليست على سبيل الحصر في اعجاز التشابه المثاني في القرآن :
1-وقوله (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ) الروم
وفي الزمر قال (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
2-وفي سورة الأنعام قال (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ) ومثلها في سورة الزمر قال (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ )
3- كلمة (شططا ) ذكرت مرتين اثنتين في القرآن كله الأولى في الكهف والثانية في الجن ، والمرتان في وصف القول:
قال تعالى (لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا )
وقال (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا )
4- وكلمة (رَشَدَا) ذكرت مرتين في سورة واحدة وهي الجن:
قال(فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ) وقال (قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا )
ومرتين في سورة الكهف
قال (وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) وقال (وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا )
وأما المرة الثالثة وهي في الكهف أيضا فلا يعتد بها فهي ليست مثلهما ولا تشابهما في المقصود والمعنى وان تشابهت الحروف ،
حيث قال (قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ) فهي هنا بمعنى النفع أي نفعا مقابل الضرّ.
5- ثم كلمة (رُشْدًا ) مرتين ، في النساء والكهف
قال تعالى(فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا )
وقال (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا )
6- وكلمة (رهقا) مرتين في الجن
قال (يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) وقال (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا )
7- وكلمة (عددا ) ذكرت مرتين: مرة في سورة، والثانية في سورة اخرى ، الكهف ثم الجن
ومرتين أيضا لكن في سورة واحدة وهي الجن
والمرتان اللتان في الجن هما (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا ) وقال (وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا )
والمرة الثانية في الكهف قال (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا )
8- وكلمة (رصدا ) لم تذكر في القرآن سوى مرتين هما في سورة الجن :
قال (فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ) وقال (إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا )
9- وعبارة (سبع سموات طباقا ) مرتين ، في سورة الملك وسورة نوح :
قال (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا )
وقال (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا )
10- وكلمة (شهاب ) مرتين في الحجر والصافات
(إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ) وقال (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ )
11- وكذلك الجملة المركبة الممتدة ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ )
في سورة الكهف وسورة فصلت
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )
وقال (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ).
لاحظ تشابه بقية الآيتين ، في ذكر العمل الصالح مع الاستقامة ، والنهي عن الاشراك بالله.
12- قوله (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ) ذكر مرتين في الكهف والدخان
قال (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97)
وقال (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)
اعجاز القرآن البياني والبلاغي بما يفوق تصور البشر وخياله
مثلا :
1- في عذاب الله في جهنم قال تعالى (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ) ابراهيم 17
من يستطيع الإتيان من البشر أو الجنّ بهذا القول في مسألة أن الموت وأسبابه يأتي المرء ولكنه لا يموت ،
كيف تصور هذا الأمر ؟
كيف تتصور مثلا أن رجلا يحرق في النار أياما وسنين طويلة دون ان يموت ، فلو فرضنا ان النار أمسكت بانسان في حياتنا فإنه يموت في دقائق معدودة ، فما بالك بمن هو أسفله نار ومن فوقه نار شديدة ولمدة مئات السنين ؟
ناهيك عن الماء الحميم شديد الحرارة يصب على رأسه أو يدخل في فمه عنوة الى جوفه فتقطع امعائه ، وغيره من ألوان العذاب كثيرة .
2- خلق السموات والأرض قال (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ،وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ، أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) الأنبياء 30
كيف لأحد من العرب وهم أمة أمية لا تعرف كتابة ولا علما أن يتصدى لمسألة بداية خلق السماء والأرض ، ويطلع على أصل الحياة وهو الماء ؟
3- وقوله تعالى ( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا، مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ، وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ) يس (36)
4- وقال عز وجل(الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فاطر (1)
تصور مخلوق ذي أجنحة وليس جناحان مثل الطيور بل ثلاث ورباع ، ثم يمتد تصوره فيقول (يزيد في الخلق ما يشاء ) فيقرر القدرة المطلقة .
5- شجرة الزقوم التي تخرج من أصل الجحيم ، كيف يتصور ذلك احد من البشر :
قال تعالىفي سورة الصافات ( أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)..
وصل اللهم على رسولك الكريم وآله