من نصائح ابن المقفع

yasma

Moderator
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
2,113
مستوى التفاعل
105
خمس نصائح للعقلاء من كتاب الادب الصغير

النصيحة الأولى :

وعلى العاقل أن يجعل الناس طبقتين متباينتين، ويلبس لهم لباسَيْن مختلفين:
فطبقة من العامة: يلبس لهم لباس انقباض وانحجاز وتحفظ في كل كلمة وخطوة.
وطبقة من الخاصة: يخلع عندهم لباس التشدد، ويلبس لباس الأنسة واللطف والبذلة والمفاوضة ،
ولا يدخل في هذه الطبقة إلا واحدا من ألف كلهم ذو فضل في الرأي، وثقة في المودة، وأمانة في السر، ووفاء بالإخاء ".

قلت.يريد ابن المقفع أن لايكون حال سلوك المرء واحدا مع جميع الناس ، فمثلا لو كان معلما في أحد المدارس ، أو شيخا واماما لمسجد ، فيجب عليه ان يحفظ وقاره حين يخاطب عامة الناس ويتعامل معهم ولا يسلك سلوكا معهم يبطل هيبته ،
أمّا مع أقرانه فلا مانع مثلا من المزاح وتنحية الألقاب .

النصيحة الثانية :

"وعلى العاقل أن لا يستصغر شيئا من الخطأ في الرأي، والزلل في العلم، والإغفال في الأمور؛
فإنه من استصغر الصغير أوشك أن يجمع إليه صغيرا وصغيرا، فإذا الصغير كبير،
وإنما هي ثلم يثلمها العجز والتضييع، فإذا لم تسد أوشكت أن تتفجر بما لا يطاق.

ولم نر شيئا قط إلا قد أوتي من قبل الصغير المتهاون به. قد رأينا الملك يؤتى من العدو المحتقر به،
ورأينا الصحة تؤتى من الداء الذي لا يحفل به،
ورأينا الأنهار تنبثق من الجدول الذي يستخف به.
وأقل الأمور، احتمالا لضياع الملك؛ لأنه ليس شيء يضيع - وإن كان صغيرا - إلا اتصل بآخر يكون عظيما "

قلت.يريد ابن المقفع أن يبين خطورة الاستهانة بالخطأ الصغير ، لأن في ارتكابه كمن يتسبب في صنع فتحة صغيرة في حائط وهي الثلمة وجمعها ثلم ، فاذا هو لم يسد تلك الفجوة أوشكت أن تكون سببا في هدم الحائط أو يأتي من خلالها خطر عظيم .

النصيحة الثالثة :

" وعلى العاقل أن يجبن عن الرأي الذي لا يجد عليه موافقا وإن ظن أنه على اليقين.
وعلى العاقل أن يعرف أن الرأي والهوى متعاديان،
وأن من شأن الناس تسويف الرأي وإسعاف الهوى، فيخالف ذلك ويلتمس أن لا يزال هواه مسوفا ورأيه مسعفا.
وعلى العاقل إذا اشتبه عليه أمران فلم يدر في أيهما الصواب أن ينظر أهونهما عنده؛ فيحذره ".
ينصح ابن المقفع، العاقل أن لا يتجرأ على فعل ما لم يجد له مؤيدا وموافقا من الناس وأهل المشورة ، وإن ظهر هذا الفعل في نظره ورأيه واعتقاده أنه صواب.

النصيحة الرابعة :

" وعلى العاقل أن لا يخادن ولا يصاحب ولا يجاور من الناس – ما استطاع - إلا ذا فضل في العلم والدين والأخلاق؛ فيأخذ عنه، أو موافقا له على إصلاح ذلك؛ فيؤيد ما عنده، وإن لم يكن له عليه فضل؛
فإن الخصال الصالحة من البر لا تحيا ولا تنمى إلا بالموافقين والمؤيدين،
وليس لذي الفضل قريب ولا حميم أقرب إليه وأحب ممن وافقه على صالح الخصال فزاده وثبته.
ولذلك زعم بعض الأولين أن صحبة بليد نشأ مع العلماء أحب إليهم من صحبة لبيب نشأ مع الجهال ".

قلت . يوافق الحديث النبوي " المرء على دين خليله ، فلينظر احدكم من يخالل "
و " يخادن" أي يصاحب ، قال تعالى ( ولا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ )

النصيحة الخامسة :

" فصْل ما بين الدين والرأي : أن الدين يسلم بالإيمان،
وأن الرأي يثبت بالخصومة.
فمن جعل الدين خصومة ،فقد جعل الدين رأيا،
ومن جعل الرأي دينا، فقد صار شارعاً،
ومن كان هو يشرع لنفسه الدين، فلا دين له " .

الخصومة أي المنازعة ، معنى قوله : أنه من نازع شرائع الدين برأيه ، آل أمره الى أن صار رأيه ديناً له
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Admin

Administrator
طاقم الإدارة
المحلاوي
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
615
مستوى التفاعل
106
أعلى أسفل
}