لماذا فضل الله بعض خلقه ؟

Admin

Administrator
طاقم الإدارة
المحلاوي
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
615
مستوى التفاعل
106

ماهية التفضيل :
شيخ أزهري في قناة تليفزيونية زعم أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أحيا الموتى كما فعل عيسى عليه السلام واحتج بحديث الجذع الذي كان يخطب عليه صلى الله عليه وسلم ،
وهذا الشيخ رغم أنه منتسب لأهل العلم إلا أنه يجهل حقيقة التفضيل ونهي النبي ...

التفضيل منحة وليست جائزة :
قال الله في بني اسرائيل (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ).
فكان بني اسرائيل أكثر العالمين تفضيلا، فجعل فيهم مئات الأنبياء والملوك منهم داود وسليمان وملكهم أعظم ملك على الأرض ،وموسى وعيسى ، ومعجزاتهما لا يضارعها معجزات .
لكن بنو اسرائيل كذبوا أنبيائهم وقتلوهم وعبدوا العجل وعبدوا عيسى وأحبارهم ورهبانهم ،
فما أفادهم التفضيل ؟
اذن التفضيل لا يعني الخيرية بالضرورة والدليل قوله تعالى (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) الأعراف 139
** قال تعالى (وَلَقَدۡ ‌كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا )
فما نفعهم تفضيلهم واكرامهم و(لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ ‌أَحۡسَنِ ‌تَقۡوِيمٖ . ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ ) .
وقال تعالى
(وَلَقَدۡ مَكَّنَّٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّٰكُمۡ فِيهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ ‌فَمَآ ‌أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ )
ويوم القيامة يقولون (يَٰلَيۡتَنِي ‌كُنتُ ‌تُرَٰبَۢا ) وكانوا حطب جهنم مثل الحجارة
عيسى أحيا الموتى :
الله فضل عيسى عليه السلام باخراج الموتى من قبورهم ، فهل يأتي هذا الفضل في صحيفة أعمال عيسى عليه السلام وازداد به درجات عند الله ؟
بل كان هذا الفضل نقمة على قومه فافتنوا به وأشركوا بالله .
فضل النبي صلى الله عليه وسلم :
كان فضل النبي هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه ، والذي تحدى به العالمين ان يأتوا بمثله ،
وبفضل هذا الكتاب أسلم كثير من الخلق من الانس والجن لا يحصيهم الا الله ، يدخلون الجنة ويكونون في ميزان الرسول صلى الله عليه وسلم فيبعثه الله المقام المحمود يوم القيامة والدرجة الرفيعة.
الفضل في الدنيا ليس في ذاته وانما في نفعه :
فضل الله قارون على قومه بأموال وزينة وخزائن تعجز الجماعة الشديدة القوة عن حمل مفاتيحها ، فما كان عاقبته سوى الخسف في الأرض ؟ وما أغنى عنه فضله ؟
وفضل الله خلقا من البشر بالبشرة البيضاء مثل الأوربيون ، فدفعهم فضلهم للسخرية من ناس سود البشرة وسلبوهم حريتهم واستعبدوهم فمقتهم الله تعالى ويوم القيامة تشوى جباهم ووجوهم وأجسادهم في الجحيم .
وغيرهم فضلهم بالمال والثراء ، لكنهم افتتنوا به وصار سببا لانتكاسهم

النهي عن التفضيل بين الأنبياء :
هو منهي بدليل الأحاديث الصحيحة الثابتة في النهي عن المفاضلة بين الأنبياء :
قال صلى الله عليه وسلم ( لا تفضلوا بين أنبياء الله) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: استب رجلان رجل من المسلمين ورجل من اليهود، قال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم يده عند ذلك، فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم، فسأله عن ذلك، فأخبره،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تخيروني على موسى )
حديث متفق عليه .
واخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس و ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " لا يقولن أحدكم: إني خير من يونس بن متى "
وعلّة قول الرسول ما ذكرناه وبيناه من حقيقة التفضيل ،
كما أن سياق الحادثة يبين علة أخرى في النهي لئلا تقع الخصومة بين الناس وانما التفضيل هو ابتلاء وفتنة كما قال سليمان عليه السلام عندما جاءه عرش بلقيس في طرفة عين (فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي ‌لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُ )
 

Admin

Administrator
طاقم الإدارة
المحلاوي
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
615
مستوى التفاعل
106

تفضيل الآخرة :
قال الله تعالى (‌تِلۡكَ ‌ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ ) البقرة
وقال تعالى (ٱنظُرۡ كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتٖ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِيلٗا ) الاسراء
اذن الاعتبار ليس في التفضيل في الدنيا ، انما الاعتبار في الآخرة ،
فالأول هو فان و ابتلاء ، والثاني باق وجزاء

 
أعلى أسفل
}