لست ملحدا ولا متخلفا

Admin

Administrator
طاقم الإدارة
المحلاوي
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
605
مستوى التفاعل
104
ردود عقلية منطقية على الملحد :

1- إنْ كانت الطبيعة هي التي خلقت الناس والحيوان فلماذا تدمرهم بالشيخوخة والمرض والموت ؟
لكن الله فقد خلق الانسان ابتلاءا ، وكذلك خلق الشيخوخة والمرض والموت كي يحاسبهم على عملهم في هذه الابتلاءات .
* أنتم تقدرّون وتتبعون العقل والعلم ، حسنا .
فأنتم تعلمون مراحل تكوين الجنين في بطنه وتعلمون مراحل تطوره من الطفولة الى الفتوة والشباب ثم الشيخوخة ثم الموت .
وهذه المراحل ثابتة علميا ، وحسب قولكم فإن الجنين هو الذي خلق طور نفسه من النطفة الى العلقة الى المضغة ثم يكمل النمو ثم يولد طفلا ، والذي سيحتاج الى ارضاع أمه وتغذيته ، فاذا كان في ذاته القوة التي نقلت من طور الى طور لماذا يفتقر الى أمه والتي اذا لم ترضعه مات وهلك في أيام معدودة ؟
اذن فهو مفتقر الى قوة عظيمة خارجية في دفعه من طور الى طور ،
ثم من دفع الأم الى ارضاع المولود بعد أن خلق في عروقها اللبن الأبيض اللون المغذي الطاهر بدلا من الدم الأحمر اللون المؤذي النجس ؟،
قال الله (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) غافر .

2- كيف تتحول القوة الخالقة الى قوة هدم ؟
- ثم اذا واصلنا مراحل الانسان وانتقال من الطفولة الضعيفة الى الشباب والقوة ثم يبدأ الجسم في الانتكاس والعودة الى الضعف في الشيخوخة ،
فهل يعقل أن تتحول القوة الدافعة والخالقة المكنونة في نفس الانسان من الرقي والتطور الى قوة هادمة تدمر نفسها ؟
فلابد إذن من التفسير وارجاع ما يحدث للانسان من تكوين وميلاد وتطور وقوة وضعف الى قوة خارجية عاقلة تفعل كل ذلك لعِلّة وحكمة .

3- أين العلم من القيم والفضائل ؟
مثل الرحمة بالصغير والضعيف والصدقة والطعام الفقير والمسكين والمحتاج الذي لا مال له ،
وأين العلم من تحريم القتل ، والمحرمات من النساء كالأم والأخت والخالة والعمة ؟
كل تلك الفضائل والقيم من قوام الحياة ولولاها لدمرت وهلكت ،
ومنبع تلك الفضائل والقيم هو الديانات السماوية .

4- العلم يعجز عن معرفة الأمور الغيبية والتي هي موجودة حقا ،

مثل النية والارادة والكذب والمكر والخديعة ،
ويعجز العلم عن ادراك حقيقة النوم ،
ويعجز العلم عن دفع الموت عن المخلوقات .
ويعجز العلم عن معرفة كثير من القتلة والمجرمين الذين يستخفون عن الناس ، ويفلتون من العدالة الوضعية.
ويعجز عن تفسير ظاهرة النسيان ،
والشيء يكون موجودا في عقل الانسان ثم يكون عدما وهو ما يسمى بالنسيان .

5-أين كانت الكائنات الموجودة قبل خلقها ؟
اذا كنت تقول ان الانسان أو المخلوقات هي التي خلقت نفسها ،وهي السبب ،
فأين كانت حينما كانت عدما ،
فالملحد الماثل أماما الآن ، يقال له : أين كنت قبل أن توجد ، وكيف تقدمت أنت نفسك بحيث أنك خلقت نفسك ، لأنه معلوم عقلا أن السبب هو متقدم عن المحدث ، فكيف تقدمت انت نفسك،
وكيف كنت قبل أن تصير انسانا ؟
أنت كنت عدما ، فكيف خلقت نفسك ؟
وأيضا لماذا ظهرت أنت أيها الملحد الآن بالذات في هذا الزمان ؟
لماذا لم تظهر من قبل ؟ ولم تخلق نفسك مثلا من ألف عام ؟
أو لماذا لم تتأخر في تكوين خلقك وتؤجله إلى زمن قادم مستقبل أفضل من الزمن الحالي مثلا ؟

6-تفسير المؤمنين
6- أما نحن المؤمنون فنقول أن السبب في خلق الانسان والكائنات هو سببٌ متقدمٌ لجميع تلك الكائنات ، فهو القديم أزلا وقد سميناه الاله أو الله،
وهذا يفسر وجود المخلوقات عقلا وعلما ، أن هناك سببا قديما سابق لكل المحدثات ،
و أيضا هو الباقي بعد فناء وهلاك تلك المخلوقات وهو يهلكها ويميتها .
ونحن نسميه "الأول " و"الآخر" . أي هو أول ومتقدم عن جميع المخلوقات والمحدثات ، وهو آخرها بعد ان تموت كلها وتهلك .
وعندنا في الخبر عن رسول الله (ص) قال (كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ)


7- تعاليم الدين هي أصل القوانين الوضعية :

يتباهي أولي العلم بالقوانين للحضارات القديمة والحديثة وحق لهم الفخر لكن :
نستطيع الجزم والقول بأن القوانين الوضعية للدول القديمة والحديثة مصدرها الأول والرئيسي هو الديانات،
ولولا الدين الذي أنزل بوحي من الله على البشر ،
ما استطاعت الانسانية تأليف القوانين المنظمة للمجتمع والمدينة والدولة،
والقوانين هي قوام أي حضارة ، ولولاها لبقي المجتمع همجيا يسرق أفراده الآخرين ويقتلوهم ويغتصبوا ممتلكاتهم ولا آمن احد على زوجته ان يقتحم عليه الآخرين بيته يريدون امرأته .
وأن أصل الحكمة عند الفلاسفة هو من عند الله .
انظر الى القبائل العربية وحالها قبل النبوة حيث تغير القبيلة على الأخرى فتستحل مالها ونساءها ولا يأمن أحد على نفسه في بيته أو في سفره،
حتى جاء الاسلام بقوانين تحكم سلوك الأفراد والقبائل .
وبالقياس على ما عرفناه من تجربة الجزيرة العربية مع ظهور دين الاسلام ، نستطيع التكهن والاستنباط بأن الحضارات القديمة مثل بابل و المصرية وقوانين الممالك القديمة والحديثة إنما هي إرث لما سبق من ديانات سماوية .

8- صدق النبوات :
تواترت الأنباء واتفقت كتب الأمم الثلاثة التوراة والانجيل والقرآن ، أمة بني اسرائيل والنصارى والعرب ، على الأنبياء المرسلين من الخالق وهو الله ، وتواترت معجزاتهم كناقة صالح و عصى موسى التي فلقت البحر وتحولها الى ثعبان ، ثم المائدة التي نزلت على عيسى ،
ومعجزة القرآن والتي يتحدى بها ان يؤتي كتاب مثله في فصاحته ونظمه،فليس هو بالشعر ولا الكهانة ،
ومنهجه العلمي في الأحكام الفقهية والمواريث ، وقوله (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) سورة النساء (82).
واخباره بأمور لا يستطيع أمي جاهل بالقراءة والكتابة بل يناطح بها علماء العالم ، مثل نظرية خلق الكون أو نظرية فناء العالم .
وقوله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) سورة الأنبياء ،
وقوله (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)
واخباره بأمور غيبية في المستقبل وصدقها مثل تنبؤه بظهور النبي محمد ونصره وظهور دينه حتى اليوم بعد مرور 1400 عام .
كما لا يعقل اتفاق شعوب ثلاثة على الكذب وادعاء هؤلاء الأنبياء ومعجزاتهم رغم مابين منهم عداوات واقتتال، واختلافهم في اللسان واللغة .
فثبت صدق النبوة وبالتبعية صدق الأديان السماوية .

9- الشبهات :

اولا : شبهة التخلف العلمي والتقدم الحضاري عند الشعوب العربية،
وأن سببها هو التدين والدين .
القول بأن الدين هو سبب تخلف العرب خاصة مصر هو كلام فاسد وهراء لا قيمة له ، والدليل أن كل الجامعات والكليات العلمية مثل الطب والهندسة والعلوم وحتى النظرية مثل الآداب في القاهرة والاسكندرية وغيرها طلابها جميعها باستثناء القليل منهم لا يعرفون ألف باء الدين أو علوم الفقه الاسلامي بل إنهم لا يقيمون الصلاة ولا يؤدونها ولا يقرءون شيئا من كتب الشافعي ومالك والذين تبرءت منهم وقلت أنك لا تفتخر بهم ، واساتذتهم أيضا في الكليات هم جهلة في الدين ، اذن فما لهؤلاء الأكاديمين لا يقيمون التقدم العلمي وينشرون الحضارة في البلاد
رغم أنهم يدرسون علوم التي يدرسها نظرائهم في فرنسا أو أمريكا ، بدليل أن طلاب جامعتنا ينجحون في عمل الدكتوراة والرسالات العلمية هناك في الغرب .
اذن فلتبحثوا عن شماعة أخرى لتبرير التخلف العلمي والحضاري غير شماعة الدين.
والحقيقة لا أدري ما هو السبب ؟ لعل هو قلة الموارد والمال ، أو عدم الاستقرار السياسي ،
أو لانتشار الجهل والخرافات في المنطقة في عهد أواخر الدولة العثمانية واهمال السلطان العثماني للولايات غير التركية..
أو لعله نظرية المؤامرة الغربية فكلما بزغ فجر التقدم مع أحد الحكام محمد علي مثلا أو عبد الناصر أو صدام حسين ، جاءت الضربة القاضية والتدمير والنكسة .
وعموما هذه شبهة قديمة وحديثة ، قالها الرافضون للدين ابان ظهور الأنبياء خاصة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن المؤمنون هم الفقراء اما الكفار فهم الأغنياء وحالهم لا يرقى لطبقة النبلاء وكبار وعلية القوم ،
يقول القرآن (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74) سورة مريم
وفي قصة النبي نوح (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)
والى لقاء آخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خاتمة :
وأخيرا ، ما الذي يميز الغير متدين عن المتدين المؤمن بالله؟
وهل يرى العقلاني العربي نفسه متحضرا أم هو أيضا من المتخلفين ؟
إنْ كانت الثانية، فقد سقطت حجته لأنه غير متدين رافض الدين .
وإنْ كانت الأولى ، فليقل لنا ماذا يميزه عن الآخرين من جنسه و أهل بلده ، خاصة مثلي أنا ،
فالعقلاني يلبس كما نلبس نحن البنطلون و القميص والبلوفر واللباس الغربي ،
والعقلاني درس في الكلية والجامعة ،
وكذلك نحن ، وكثير من المتدينيين وطلاب العلم منهم أطباء ومهندسين وفيزيائين وغيرها من التخصصات العلمية المدنية .
العقلاني يقرأ كتب الفلسفة والأدب وغيرها ،
وكذلك نحن قرأت لسقراط وأرسطو ، وتوفيق الحكيم ، وبرنارد شو ..
فكل ما يعلمه العقلاني عن الحضارة الغربية ومظاهرها ،
نحن أيضا لنا معرفة شبيهة به وتضارعه ،
اذن ما الذي يميزك عني أيها العقلاني ؟
الفرق فقط بيني وبينك: انك لا تؤمن بالله الذي أنزل التوراة والانجيل والقرآن ،
الفرق هو أني أطيع الله في تأدية الصلاة وشكره ولا أقرب ما نهى عنه من الخمر والنساء الأجنبيات .
والفرق أني أعتقد الأخلاق تدينا وأنها لا تتبدل ولا تتغير مهما كانت الأزمنة والمناطق والمجتمعات، أما انت وغيرك فالأخلاق عندكم تتغير وتتبدل حسب القوانين ودساتير المجتمعات ، فهذه الولاية مثلا تجيز زواج المثليين وتدعمهم وغيرها لا تجيز ، حسب الأحزاب الحاكمة ، ورأي الناس فيها
فهل لهذا فقط أنا متخلف وأنت متمدين ؟
 
  • Like
التفاعلات: yasma

yasma

Moderator
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
2,026
مستوى التفاعل
104
جزاك الله خير يا رب العالمين
 
أعلى أسفل
}