الفرق بين العزة والكبر

ramdan

عضو نشط
إنضم
نوفمبر 18, 2021
المشاركات
69
مستوى التفاعل
5


ما هو الكبر :
الكبر هو بطر الحق وغمط الناس ، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح ،
وما معنى بطر الحق ؟
أن تنكر الحق ولا تراه .
وما علامات ذلك ؟
أن ترى نفسك مصيبا دائما ، لا تخطئ ، وأنك فوق الخطأ ،
وأن كل ما تعتقده وتراه هو صواب ،
ولا تتهم نفسك أبداً ،وأنك لا تلوم نفسك أبدا .

الكبر ضد الايمان :
فالكافر مستكبرا والمؤمن متواضعا ،
والكبر مثل النفاق لا يتواجدان في قلب المؤمن ،
فاذا رأيت المؤمن ينافق أو يستكبر فقل أن فيه خصلة من نفاق أو كبر .

الكبر يمنع الاعتذار :
المستكبر يأبى الاعتذار والاقرار بالخطأ أو الذنب .
فالمستكبر يحتقر الناس ويرى نفسه عظيما لذلك فهو يرفض الاعتذار .

أنواع الكبر :
1. استكبار على الله :
فلا يرى لله فضلا أو نعمة ، ولا يرى لله حق في الأمر والنهي والتشريع ،
وهذا هو المقصود في الحديث الشريف ( لا يدخل الجنة من كان فيه مثقال ذرة من كبر ) .
والمستكبر على الله ، يرفض الاذعان لرسل الله فهو يرفض أن يكون تابعا مطيعا لهم ، وفي ذلك يقول الحق (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً) المدثر .
وقال (وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ)
2. استكبار على الناس :
وهو الذي ذكرناه في أن المستكبر يرى نفسه عظيما على الناس ويراهم دونه في المكانة والفضل والعلم والاعتقاد والعمل .
فالمستكبر لا يحب ان يكون غيره عظيم أو ذو مكانة ودرجة ولا يُكّرم غيره .
الكبر ضد التواضع

الفرق بين التواضع والمَهَانة :

قال ابن القيم في الروح : ومن التواضع المذموم: المهانة،
والفرق بين التواضع والمهانة، أن التواضع: يتولد من بين العلم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله،
ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب عملها وآفاتها فيتولد من بين ذلك كله خلق هو التواضع وهو انكسار القلب لله ،
وخفض جناح الذل والرحمة بعباده فلا يرى له على أحد فضلا ولا يرى له عند أحد حقا بل يرى الفضل للناس عليه والحقوق لهم قبله ،
وهذا خلق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبه ويكرمه ويقربه.

وأما المهانة: فهي الدناءة والخسة وبذل النفس وابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها كتواضع السفل في نيل شهواتهم وتواضع المفعول به للفاعل وتواضع طالب كل حظ لمن يرجو نيل حظه منه فهذا كله ضعة لا تواضع ،
والله سبحانه يحب التواضع ويبغض الضعة والمهانة.

معنى العزّة والضعة وحدودها :
ومن احسن الأقوال في عصرنا الحاضر :
كلام الشيخ محمد الخضر حسين في العزة حيث يقول :
"وحدود الفضائل تقع بمقربة من أخلاق مكروهة، وهذه الحدود في نفسها واضحة جلية، إلا أنَّ تمييز ما يدخل فيها مما هو خارج عنها، يحتاج إلى صفاء فطرة،
أو تربية تُساس بها النفوس شيئًا فشيئًا ..
وكثيرًا ما يتشابه على الرجل لأول النظر أمور، فلا يدري أهي داخلة في الفضيلة، أم هي خارجة عن حدودها، وربما سبق ظنُّه إلى غير صواب، فيخال ما هو من قبيل الفضيلة مكروهًا فيدعه، أو يعيب غيره به، أو يخال ما هو من قبيل المكروه فضيلة فيرتكبه، أو يمدح غيره عليه. وهذا الشأن يجري في خلقي العزة والتواضع.
فعزة النفس تمتاز في الأذهان عن الكبرياء امتياز الصُّبح من الدجى؛
إذ العزة ارتفاع النفس عن مواضع المهانة،
والكبرياء استنكاف النفس أن تأتي صالحًا؛ بتَخَيُّل أنَّ ذلك العمل لا يليق بمنزلتها، أو تعظُّمها عن أن تجامل ذا نفس زكية؛ بزعم أَنه غيرُ كفءٍ لها.
ويقابل العزة الضِّعة، وهي انحدار النفس في هُوَّة المهانة، ويقابل الكبرياء التواضع، وهو إذعانها للحق ونظرها إلى ذي النفس الزاكية أو المستعدة لأن تكون زاكية نظر احترام أو عطف وإشفاق.
في عزة النفس فوائد تعود على الشخص نفسه، منها ارتياح ضميره، وسلامته من ألم الهوان الذي يلاقيه من لا يحتفظ بكرامته، ثم ما يلقيه هذا الخلق على صاحبه من مهابة ووقار، وإحرازِ مكانةِ احترامٍ في النفوس، مما تنشرح له صدور العظماء.
والعلماء الذين كانوا لا يقبلون عطايا ولاة الأمور يريدون الاحتفاظ بكامل عزتهم؛ حتى يكون موقفهم في وعظ أولئك الولاة - إذا حادوا عن الرشد - موقف الناصح الأمين.

وقد عَرَفَ الفقهاءُ أنَّ الشريعة تُراعي في أحكامها حقَّ العزة، فقالوا:
إنَّ المسافر يقبل هبة الماء للوضوء ولا يتيمم؛ إذ لا يُمتنُّ بمقدار ما يتوضأ به من الماء عادة،
ولم يلزموه قبول هبة ثمن الماء، وأجازوا له التيمم؛ إذ كان في هبة الثمن منَّة، والمنَّة تُورث شيئًا من الذِّلة.
وعلى هذا النحو جرى الإمام الغزالي؛ إذ جعل خشية الإهانة مسقطة لوجوب النهي عن المنكر، وموضع هذا أن يعرف العالم أن نهيه لا يجدي نفعًا، ويزيد على عدم جدواه بأن يسومه أولئك المبطلون أو الفاسقون خسفًا.
أما إذا كان يرجو مما يقوله أو يكتبه فائدة، فاحتمال الأذى في سبيل العمل الصالح عزة لا تُطاولها عزة " ( الدرر السنية)

التعليق : قلت يتضح من كلام الشيخ ، أن الفيصل هو ملابسات الحالة ،
ثم النية ، هل هي من أجل حظوظ دنيوية أم لأجل ارضاء الله ؟
هل هي خشية الناس أم خشية الله ؟

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التواضع والعزة :
حديث روى الامام البخاري في صحيحه : عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبِي أُسَيْدٍ، قَالاَ:
( تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَيْمَةَ بِنْتَ شَرَاحِيلَ، فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا، فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْ ذَلِكَ ،
فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ أَنْ يُجَهِّزَهَا وَيَكْسُوَهَا ثَوْبَيْنِ رَازِقِيَّيْنِ
) الحديث .
فمفهوم الحديث أن في امساك امرأة قد أظهرت نفورها من الزوج هو من قبيل الضعة ، و أنّ تركها وفراقها هو من العزّة .
 
أعلى أسفل
}