م/محسن
عضو برونزي
- إنضم
- نوفمبر 16, 2021
- المشاركات
- 168
- مستوى التفاعل
- 25
مذاهب المسلمين في الجبر والاختيار
مسألة الجبر والاختيار هي مسألة محورها الفعل الانساني والحرية والارادة الانسانية :
قضايا القدر والجبر والاختيار وهل الانسان مسير أم مخير ، لم تطرح في عهد النبوة والخلفاء الأربعة ،
لكنها ظهرت في عصور الدولة الأموية والعباسية مع دخول علم الكلام وتأثر المسلمين بالفلسفة اليونانية .
وانتشرت في الكتابات الأدبية الحديثة من مقال ورواية وأهل علم الاجتماع .
مذهب أهل الجبر أو " الجبرية" :
لا فعل للعبد وكل شيء لله وان الانسان مسير.وكل الأحداث مثبتة قبل حدوثها ، ولا يمكن لأي مخلوق تغييرها.
ولا قدرة للعبد ولا استطاعة .
وهو مذهب الجهمية أتباع "جهم بن صفوان" الذي قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال وقال: لا فعل لأحد غير الله تعالى، وإنما ينسب الفعل إلى العبد مجازا من غير أن يكون فاعلا أو مستطيعا.
واذا قيل لهم : أين اذن مسألة التكليف والثواب والعقاب ؟
أجابوا : ان التكليف ليس في الأعمال ، وأن الايمان هو فقط المعرفة بالله.
وأن الكفر هو الجهل به ،فلا فعل ولا عمل لأحد غير الله تعالى .
وأن لا فائدة من دعاء الله فالقدر ثابت ولا يتغير .
قيل ان بنو أميّة كان يكرهون القول بحرية الارادة لاعتبارات سياسية ودينية ولأن القول بالجبرية كان يخدم سياستهم فانهم كانوا يقولون أنهم جاءوا للخلافة بقدر الله وارادته،
ومنهم مروان بن محمد المتوفي 152 هـ واستاذه الجعد بن درهم 117 هـ.
مذهب أهل القدر أو" القدرية " :
هم نفاة القدر يقولون : أنّ الفعل للعبد من خير وشر ،ولا قدر ،
فنسب الشرّ والكفر لله هو قبيح وهو قول المعتزلة،
ويقولون بحرية الارادة الانسانية وأن العبد مختار ، وخطأ مذهب الجبر .
وأول ظهور المذهب على يد معبد الجهني ( ت 80 هـ) والذي قتله الحجاج ، ثم واصل بن عطاء (ت 132) الذي اعتزل مجلس الحسن البصري،
ويقولون بالعدل الالهي ومادام الله كلف العباد فيجب أن يجعل لهم ارادة وقدرة على الأفعال والأحداث ، وأنّ الشر من العبد والشيطان،
ولا تأثير للقدر على أفعالهم .
ثم بعد سقوط الدولة الأموية وظهور الدولة العباسية انتشر ازدهر مذهب المعتزلة ، واشتهرت فتنة خلق القرآن وأنه ليس كلام الله على يد الخليفة المأمون بن هارون الرشيد ( 218 هـ) وصدامه مع الامام أحمد بن حنبل .
والجبرية والقدرية فريقان متضادان، وحجج فريق وأدلته تسقط الآخر .
مذهب الفعل لله والكسب للعبد
وهو قول بعض أهل السنة والجماعة : الله خالق افعال العبد وله نصيب من اكتساب الفعل .
وهو مذهب أبي الحسن الأشعري ( ت 324 هـ)
وهو رد على المعتزلة وأن الانسان خالق فعله قال :
"أن الأفعال الصادرة من الانسان لا يحيط بمعظم صفاتها
ولو كان هو خالقها لكان محيط بجملة صفاتها .
فالانسان لا يعلم بدقائق حركة يده المتقنة ولهذا فهو ليس بفاعلها بل لها فاعلا محكما متقنا هو الله".
ومذهب الأشاعرة أن الفعل منقسم بين الله والعبد فلا يستقل أحد الطرفين بالفعل ،
وأن اتقان الفعل وخلقه والاستطاعة هي لله ،وهي قديمة أزلية ،
وأن كسب الفعل هي للعبد وبواسطة قدرته الحادثة .
قول الباقر والصادق من الشيعة في الجبر :
قال محمد الباقر :" إن الله أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها .
والله أعز من أن يريد أمرا فلا يكون . فسئل هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة ؟
قال : نعم أوسع ما بين الأرض والسماء ."
وقال جعفر الصادق : " إن الله أراد بنا شيئا وأراد منا شيئا ، فما أراده بنا طواه عنا،
وما أراده منا أظهره لنا ، فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا " .
مذهب الفلاسفة في الجبر :
أن للعبد فعل وهو من صنيعه وقدرته وهو حرّ فيما يريد ويفعل لكنه مرتبط بنظام عام محكم للكون وسنن العالم ،
وان الانسان له مجاله الذي يسير فيه بمحض ارادته واختياره ولكنه محكوم بأسباب خارجية .
وتلاحظ أن الفلاسفة أحلوا التدبير الإلهي وعنايته مكان القضاء والقدر .
ومنهم الفارابي (المتوفى 339 هـ) الذي يرى أن النية تسبق الفعل ولا تقارنه،
واما القصد فيقارن الفعل ، وأن النية والقصد هي خواطر نفسية تقوم على التفكير والتدبر.
ومنهم ابن سينا (428 هـ) وابن رشد (595 هـ)
يتبع ..... لماذا اختلف المسلمون في الجبر ؟
التعديل الأخير بواسطة المشرف: