التفكر في قصص القرأن

yasma

Moderator
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
2,026
مستوى التفاعل
104
التفكر في قصص القرأن :

الله نَزّل إلينا أحسن الحديث ليس للتسلية سبحانه، بل للاعتبار والموعظة والتربية والتعليم .
فلذة السماع خير وأكبر منها وأعظم هو التفكر .
قصص القرآن لعلهم يتفكرون :
"فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " :

سورة الأعراف الآية 176 .
قال المفسرون :

يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فاقصص، يا محمد، هذا القصص الذي اقتصصته عليك من نبأ الذي آتيناه آياتنا،
وأخبارَ الأمم التي أخبرتك أخبارهم في هذه السورة، واقتصَصْت عليك نبأهم ونبأ أشباههم،
وما حلّ بهم من عقوبتنا، ونزل بهم حين كذبوا رسلَنا من نقمتنا على قومك من قريش،
ومَنْ قِبَلَك من يهود بني إسرائيل،
ليتفكروا في ذلك، فيعتبروا وينيبوا إلى طاعتنا، لئلا يحلّ بهم مثل الذي حلّ بمن قبلهم من النّقم والمثلات،
ويتدبَّره اليهود من بني إسرائيل، فيعلموا حقيقةَ أمرك وصحَّة نبوّتك،إذ كان نبأ "الذي آتيناه آياتنا" من خفيّ علومهم، ومكنون أخبارهم، لا يعلمه إلا أحبارُهم، ومن قرأ الكُتب ودرسها منهم.
وفي علمك بذلك وأنت أميٌّ لا تكتب، ولا تقرأ، ولا تدرس الكتب، ولم تجالس أهل العلم، الحُجَّة البينة لك عليهم بأنك لله رسول، وأنك لم تعلم ما علِمت من ذلك، وحالُك الحال التي أنت بها، إلا بوحي من السماء.

معنى القصص في اللغة :


القصص : إتباع الخبر بعضه بعضا ، وأصله في اللغة المتابعة ، قال تعالى :
" وقالت لأخته قصيه " [سورة القصص: 11] أي اتبعي أثره،

وقال تعالى: "فارتدا على آثارهما قصصا "[الكهف: 64] ،أي اتباعا ،

وإنما سميت "الحكاية" قصصا ، لأن الذي يقصّ الحديث يذكر تلك القصة شيئا فشيئا ،
كما يقال تلا القرآن إذا قرأه، لأنه يتلو أي يتبع ما حفظ منه آية بعد آية .
فالقاص يتبع الآثار فيخبر بها .
قصص القرآن أَحْسَنَ الْقَصَصِ :
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ " يوسف 3

لأنها :
ليست مخترعة ولا مفتراة، (ما كان حديثا يفترى )
و مملوءة بالحكم والعبر والعظات .
وما ينقي العقيدة وتوحيد الله واتقاء شبهات الشرك .
وفيها الهدى وكشف الضلال .
قيل أن الحسن في آية سورة يوسف ، قد يعود لعرض القصص أو الى القصص نفسه :

فالأول يعود إلى حسن البيان وهو كون هذه الألفاظ فصيحة بالغة في الفصاحة إلى حد الإعجاز ألا ترى أن هذه القصة مذكورة في كتب التواريخ مع أن شيئا منها لا يشابه هذه السورة في الفصاحة والبلاغة،
والثاني كونه أحسن القصص لما فيه من العبر والنكت والحكم والعجائب التي ليست في غيرها .

قصص القرآن عبرة لأولي الألباب :قال تعالى ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ )



قصص القرآن تبين سنن الله في خلقه مع الأقوام الذين كذبوا الرسل وكان عاقبة أمرهم الدمار والنكال.
فيها آيات الله وحججه على خلقه في تأييد رسله.
وفيها نصائح ووصايا للعباد والمؤمنين .
وبيان مسالك وغواية الشيطان وخطواته .
قال (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ) الأعراف .

وفيها قدوة الأنبياء والمرسلين ،
وبيان للدعاة وكيف تكون الدعوة لدين الله وأن ما عليهم سوى البلاغ وترك الحساب لله .
قال (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) طه.
والوصية بالوالدين والاحسان اليهم، والصبر على الابتلاء .
وكيف تكون الحياة الدنيا طيبة والحياة في الآخرة .
وكيف يكون جهاد النفس وخباياها وتزكيتها ،
وأن ليس للانسان إلا ما سعى ، لن ينفع مال ولا بنون ولا شركاء ولا حميم .
وكيف يكون جهاد الأعداء ومؤامراتهم وكيدهم ، وأن الله مع المؤمنين وهو وليهم .
وبيان حسن عاقبة المؤمنين المتقين ، وسوء عاقبة المكذبين الفاسقين .
وفضل العلم والعلماء ودرجاتهم .

قصص القرآن :

ذكر أنباء ما سبق من :أخبار القرى التي أهلكها الله لما ظلموا وأفسدوا في الأرض وكذبوا رسل الله قال :

"تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا" الأعراف .

نبأ ونوح، وهود وعاد ،وصالح وثمود، وشعيب ولوط
وقصص وذي القرنين وموسى وفرعون وهامان وقارون ، وموسى والخضر ،
فقال في قصص آل فرعون وبني اسرائيل :

فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) القصص 40 .
قصص ويوسف واخوته ، وذا الحوت ،
وابراهيم وأبيه وقومه ..
وعيسى وبني اسرائيل .
ومحمد صلى الله عليه وسلم وقريش وأهل يثرب والعرب وأهل الكتاب.
وأهل الكهف و الأخدود ، وأصحاب الجنة وأصحاب القرية، وأصحاب الفيل.
ومريم وامرأة فرعون، وامرأة عمران ، وأم موسى وأخته ، وزكريا ، ولقمان .
واسماعيل وداود وسليمان .
وآدم وابليس ، وابني آدم قابيل وهابيل .

فوائد قصة يوسف واخوته :


ومن الفوائد التي في هذه القصة أنه لا دافع لقضاء الله تعالى ولا مانع من قدر الله تعالى ،
وأنه تعالى إذا قضى للإنسان بخير ومكرمة فلو أن أهل العالم اجتمعوا عليه لم يقدروا على دفعه.

والفائدة الثانية: دلالتها على أن الحسد سبب للخذلان والنقصان.

والفائدة الثالثة: أن الصبر مفتاح الفرج كما في حق يعقوب عليه السلام فإنه لما صبر فاز بمقصوده، وكذلك في حق يوسف عليه السلام.


قصص القرآن ذكر أنباء ما هو آت من :يوم القيامة وأهل الجنة وأهل النار وأصحاب الأعراف .

قصص القرآن هو القصص الحق :


أيضا فقصص القرآن ليس للآعتبار والموعظة فحسب بل لبيان ما اختلف فيه الناس من الحق في أنبيائهم وكتبهم وعقائدهم :

قال تعالى " إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " آل عمران 63 .

اختلف الناس في عيسى بن مريم فقالوا ابن الله ،
وقيل بل هو كاذب ساحر ، وقيل قتلوه وصلبوه ،
فأتى القرآن بقصة عيسى على وجه الحق فبيّن أنه عبد الله ورسوله ، وأنهم ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم ثم رفعه الله اليهم ثم ينزل اليهم قبل يوم القيامة فيؤمنون به .

قال الله عز وجل " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ : آل عمران 59 .
وقالوا عيسى هو الله فقال تعالى " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ " المائدة 17 .
ورموا أمه مريم بالفاحشة :
فبين الله كيف أنها أحصنت فرجها واعتزلت الناس وكانت صديقة ، وكيف نفخ روحه في فرجها .
قال تعالى (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) التحريم 12


وقال ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) النمل 76
 
التعديل الأخير:
أعلى أسفل
}