حكم الأبراج وحديث من أتى عرافا

Admin

Administrator
طاقم الإدارة
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
319
مستوى التفاعل
46
انتشر في الصحف والمجلات العربية وبدون استحياء باب حظك اليوم الذي يكرس ويثبت كل يوم خرافات أناس يسمونهم بعلماء الفلك وعلم الأبراج،
وهو بلا شك داخل في باب ما نهى عنه النبي صلى الله عليه سلم في الأحاديث الصحيحة من اتيان الكهان وتصديق كلامهم ،
ولو ان أحدا من البشر يعلم شيئا من الغيب لعلمه نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم حيث أمر بأن يقول ( وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ) الأعراف ،
ولو احدا من الجن يعلم الغيب ما قال الله عنهم عند موت سليمان عليه السلام (فَلَمَّا خَرَّ، تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) سبأ،

حديث من أتى عرافًا لم تقبل له صلاة أربعين يومًا

عن صفية، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"
رواه أحمد في المسند ، ومسلم في صحيحه : باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان

شرح حديث من أتى عرافا :

قوله صلى الله عليه وسلم " من أتى عرافا"
قالوا :
ولا يُشترط لتحقيق قوله (من أَتَى عَرَّافًا أو كاهنًا فصَدَّقه بما يقول فقد كفر بما أُنْزِلَ على مُحَمَّد ) أن يذهب الإنسان ـ حقيقة ببدنه إلى العرَّاف في مكانه الذي هو فيه،
إذِ المقصود، النهي عن الذهاب إليه بأي وسيلة، سواء كان بالهاتف، أو عن طريق موقع تواصل، أو قراءة الأبراج في الصحف والمجلات، أو اتيان قارئة الفنجان ،

إتيان العراف كبيرة :
قال القرطبي : العرّاف هو الحازي والمنجِّم الذي يدَّعي الغيب، وهذا يدلّ على أن إتيان العرافين كبيرة،
وظاهره أن صلاته في هذه الأربعين تحبط وتبطل، وهو خارج على أصول الخوارج الفاسدة في تكفيرهم بالذنوب، وقد بيَّنا فساد هذا الأصل فيما تقدم، وأنه لا يحبط الأعمال إلا الردة.
وأما غيرها فالحسنات تبطل السيئات كما قال تعالى: {إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ} وهذا مذهب أهل السنَّة والجماعة،
فليس معنى قوله لا تقبل له صلاة أن تحبط، بل إنما معناه - والله أعلم – أنَّها لا تقبل قبول الرضا وتضعيف الأجر.
لكنه إذا فعلها على شروطها الخاصة بها فقد برئت ذمّته من المطالبة بالصلاة وتُقصَى عن عهدة الخطاب بها، ويفوته قبول المرضي عنه وإكرامه وثوابه،

قلت. أما ابن حجر العسقلاني فقال :
وأما القبول المنفي في مثل قوله صلى الله عليه وسلم "من أتى عرافا لم تقبل له صلاة " فهو الحقيقي ، لأنه قد يصح العمل ويتخلف القبول لمانع ،
ولهذا كان بعض السلف يقول :لأن تقبل لي صلاة واحدة أحب إلي من جميع الدنيا قاله بن عمر، قال لأن الله تعالى قال" إنما يتقبل الله من المتقين"

النجوم والأبراج :
عن ابن شهاب، حدثني علي بن حسين، أن عبد الله بن عباس، قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار، أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بنجم فاستنار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ماذا كنتم تقولون في الجاهلية، إذا رمي بمثل هذا؟»
قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم، ومات رجل عظيم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه، إذا قضى أمرا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا»
ثم قال: " الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال ،
قال فيستخبر بعض أهل السماوات بعضا، حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا، فتخطف الجن السمع فيقذفون إلى أوليائهم، ويرمون به، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون "
رواه مسلم .

دلالة حديث ابن عباس على أن النجوم لا يعرف بها الغيب :
قال القرطبي ففيه -أي الحديث - ، ما يدل على أن حملة العرش أفضل الملائكة وأعلاهم منزلة، وأن فضائل الملائكة على حسب مراتبهم في السماوات، وأن الكل منهم لا يعلمون شيئًا من الأمور إلا بأن يعلمهم الله تعالى به، كما قال تعالى: {عَالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلَى غَيبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارتَضَى مِن رَسُولٍ}

وفيه ما يدل على أن علوم الملائكة بالكائنات يستفيده بعضهم من بعض إلا حملة العرش؛ فإنهم يستفيدون علومهم من الحق سبحانه وتعالى، فإنَّهم هم المبدوؤون بالإعلام أولًا، ثم إن ملائكة كل سماء تستفيد من التي فوقها

وقال القرطبي : وفي هذا دليل على أن النجوم لا يعرف بها علم الغيب ولا القضاء، ولو كان كذلك لكانت الملائكة أعلم بذلك وأحق به،
وكل ما يتعاطاه المنجمون من ذلك فليس شيء منه علمًا يقينًا، وإنَّما هو رجم بظن وتخمين بوهم، الإصابة فيه نادرة، والخطأ والكذب فيه غالب،
وهذا مشاهد من أحوال المنجمين، والمطلوب من العلوم النجوميات ما يهتدى به في الظلمات وتعرف به الأوقات، وما سوى ذلك فمخارق وتُرَّهات،
ويكفي في الرد عليهم ظهور كذبهم واضطراب قولهم، وقد اتفقت الشرائع على أن القضاء بالنجوم محرَّم مذموم.

وقوله (ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون) ، وهو من القرف وهو الخلط ، أي: يخلطون فيها من الكذب .
وفي بعض النسخ يَرقُون بفتح الياء وتسكين الراء وتخفيف القاف؛ أي يتقوَّلون، يقال: رقي فلان على الباطل؛ أي: تقوَّله - بكسر القاف، وهو من الرقي وهو الصعود؛ أي: إنهم يقولون فوق ما سمعوا - قاله القاضي عياض.
 
التعديل الأخير: