م/محسن
عضو برونزي
- إنضم
- نوفمبر 16, 2021
- المشاركات
- 208
- مستوى التفاعل
- 48

من المصائب العظمى التي نزلت بالمسلمين منذ العصور الأولى، انتشار الأحاديث الضعيفة المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم والموضوعة بينهم، لا أستثني أحداً منهم، ولو كانوا علماءهم،
وقد أدَّى انتشارها إلى مفاسد كثيرة، منها ما هو من الأمور الاعتقادية الغيبية، ومنها ما هو من الأمور التشريعية
تعريف الحديث الضعيف :
هو الخبر الذي رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي لم يتحقق فيه شروط صحة الحديث وهي عدالة الرواة واتقانهم واتصال السند وعدم الشذوذ وليس فيه علّة .
وهو مظنة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله ، وأن رفعه للنبي هو من باب الكذب عليه .
التنبيه على الأحاديث الضعيفة :
قال الزركشي (ت 794هـ) :
فإن من النصيحة الواجبة في الدين التنبيه على ما يشتهر بين الناس مما ألفه الطبع وليس له أصل في الشرع.
وقد صنف الإمام تاج الدين الفزاري كتابا في فقه العوام وإنكار أمور قد اشتهرت بينهم لا أصل لها، أجاد فيها الانتقاد وصان الشريعة أن يدخل فيها ما خل بالاعتقاد, شكر الله صنعه وأثاب جمعه,
وقد رأيت ما هو أهم من ذلك، وهو تبيين الأحاديث المشتهرة على ألسنة العوام، وكثير من الفقهاء الذين لا معرفة لهم بالحديث، وهي:
- إما أن يكون لها أصل يتعذر الوقوف عليه لغرابة موضعه، ولذكره في غير مظنه، وربما نفاه بعض أهل الحديث لعدم اطلاعه عليه والنافي له كمن نفى أصلا من الدين، وضل عن طريقه المبين
- وإما لا أصل له البتة فالناقل لها يدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم: "من يقل عني ما لم اقل فليتبوأ مقعده من النار"
سلسلة الأحاديث الضعيفة :
قال ناصر الدين الألباني :من المصائب العظمى التي نزلت بالمسلمين منذ العصور الأولى انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم، لا أستثني أحداً منهم، ولو كانوا علماءهم،
إلا من شاء الله منهم من أئمة الحديث ونقاده، كالبخاري، وأحمد، وابن معين، وأبي حاتم الرازي، وغيرهم.
وقد أدَّى انتشارها إلى مفاسد كثيرة، منها ما هو من الأمور الاعتقادية الغيبية، ومنها ما هو من الأمور التشريعية .
وقد اقتضت حكمة العليم الخبير سبحانه وتعالى أن لا يدعَ لهذه الأحاديث التي اختَلَقَها المُغْرِضونَ لغايات شتى؛ تسري بين المسلمين دون أن يُقَيِّضَ لها من يكشف القناع عن حقيقتها، ويبين للناس أمرها، أولئك هم أئمة الحديث الشريف، وحامِلو ألوية السنة النبوية الذين دعا لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله:
"نَضَّرَ الله امرءاً سمِعَ مقالَتي؛ فوعاها، وحفظها، وبلَّغها، فربَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه " .
فقد قام لهؤلاء الأئمة- جزاهم الله عن المسلمين خيراً- ببيان حال أكثر الأحاديث من صحة، أو ضعف، أو وضع، وأصَّلوا أصولاً متينة، وقعَّدوا قواعد رصينة، مَن أتقنها وتضلَع بمعرفتها أمكنه أن يعلم درجة أي حديث، ولو لم ينصُّوا عليه، وذلك هو علم أصول الحديث، أو مصطلح الحديث.
الأحاديث النبوية
...يتبع
التعديل الأخير بواسطة المشرف: