- إنضم
- نوفمبر 16, 2021
- المشاركات
- 423
- مستوى التفاعل
- 79
الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)
(الم) تقرأ ألف لام ميم ، والسؤال عن معاني تلك الحروف هو سؤال خطأ ،
فلا يُسْأل عن معانيها فهي حروف مباني ، تبنى منها الكلمة فتؤدي معناها ، فلا معنى لها في ذاتها الا أدائها للصوت ، فالحروف تنقسم الى قمسين : حرف مبنى وحرف معني.
ولكن السؤال يكون : لماذا بدأ الله بتلك الحروف ؟.
والجواب ، أنه اعجاز يثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ،
فالأمي يعرف مسميات الحروف وينطقها ، ولكنه لا يعرف أسماء الحروف فعندما يأتي محمد صلى الله عليه وسلم ويقول ألف لام ميم ونطقها ساكنة ويقف عند كل حرف ، و هو أمي لا يعرف أسماء الحروف ، فمن علّمه ؟ لا بد أنه توقيفي وأنه قالها كما سمعها من الحق بأذنيه ، وأنه لم ينطقها كما في قوله تعالى ( ألم نشرح ) .
وقال بعض المفسرين: أن هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في خطبكم وكلامكم فإن لم تقدورا عليه فأعلموا أنه من الله .
ثمانون آية من أول آل عمران في أمر عيسى وردا على النصارى :
- قال ابن جرير الطبري : وقد ذُكر أن هذه السورة ابتدأ الله بتنزيله فاتحتها من نفي الألوهية أن تكون لغيره، ووصفه نفسه بالذي وصَفها به في ابتدائها، احتجاجًا منه بذلك على طائفة من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من نَجْرَان فحاجُّوه في عيسى صلوات الله عليه، وألحدوا في الله.فأنزل الله عز وجل في أمرهم وأمر عيسى من هذه السورة نيفًا وثمانين آية من أولها، احتجاجًا عليهم وعلى من كان على مثل مقالتهم، لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، فأبوا إلا المقام على ضلالتهم وكفرهم، فدعاهم إلى المباهلة (يعني الملاعنة فيدعو كل طرف من المتنازعين على الآخر باللعن ) فأبوا ذلك، وسألوا قَبول الجزية منهم، فقبلها صلى الله عليه وسلم منهم، وانصرفوا إلى بلادهم.
غير أن الأمر وإن كان كذلك، وإياهم قصد بالحِجاج، فإن من كان معناه من سائر الخلق معناهم في الكفر بالله، واتخاذ ما سوى الله ربًّا وإلهًا ومعبودًا، معمومون بالحجة التي حجّ الله تبارك وتعالى بها من نزلت هذه الآيات فيه، ومحجوجون في الفُرْقان الذي فَرَق به لرسوله صلى الله عليه وسلم بينه وبينهم.
ويروى في سبب نزول تلك الآيات :
إنّ النصارى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخاصموه في عيسى ابن مريم وقالوا له: من أبوه ؟"وقالوا على الله الكذبَ والبهتانَ، لا إله إلا هو لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا"،
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أنه لا يكون ولدٌ إلا وهو يشبه أباه؟
قالوا: بلى!
قال: ألستم تعلمون أن ربَّنا حيّ لا يموت، وأنّ عيسى يأتي عليه الفناء؟ قالوا: بلى!
قال: ألستم تعلمون أن ربنا قَيِّمٌ على كل شيء يكلأهُ ويحفظه ويرزقه؟
قالوا: بلى!
قال: فهل يملك عيسى من ذلك شيئًا؟
قالوا: لا!
قال: أفلستم تعلمون أن الله عز وجل لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟
قالوا: بلى! قال: فهل يعلم عيسى من ذلك شيئًا إلا ما عُلِّم؟
قالوا: لا!
قال: فإنّ ربنا صوّر عيسى في الرحم كيف شاء، فهل تعلمون ذلك؟
قالوا: بلى!
قال: ألستم تعلمون أن ربنا لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب ولا يُحدِث الحدَث؟
قالوا: بلى!
قال: ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها، ثم غُذِّي كما يغذّى الصبيّ، ثم كان يَطعم الطعام، ويشرب الشرابَ ويُحدث الحدَث؟
قالوا بلى!
قال: فكيف يكون هذا كما زعمتم ؟
قال: فعرفوا، ثم أبوا إلا جحودًا، فأنزل الله عز وجل: "ألم * اللهُ لا إله إلا هو الحي القيوم" ) انتهى .
- قوله ( الحي القيوم )
اسم الله (الحي) أي أن لا تقبل حياته التغيرات من حال الى حال وتظل الحياة تامة ابدا، مثل النوم عند البشر فقال تعالى ( الله يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حينَ مَوْتِها والتي لم تَمُتْ في مَنامها) ،
ولا ينتقص من صفات حياته عز وجل مثل انقطاع الشهيد عن أهله وأرضه وعمله في الدنيا رغم وصفه بالحي كما قال تعالى(ولا تَقُولوا لمن يُقْتَلُ في سبيل الله أَمواتٌ بل أَحياء ).
, الآية هي رد على وصف النصارى لعيسى بأنه ابن الله ، اذ قال تعالى ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ )
وقوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام ( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
فتمام الحياة ان يشهد الحي كل شيء كل وقت .
و أما اسم (القيوم) فهو القائم بذاته، والقائم بتدبير الخلق والمصالح لما يحتاجون إليه في معاشهم، من الليل والنهار، والحر والبرد، والرياح والأمطار، والنعم التي لا يقدر عليها سواه.
ولما ذكر أن الاله يجب أن يكون حيا قيوما ، وأن عيسى (يسوع) ما كان حيا قيوما، حيث أن النصارى يقولون بأن عيسى قٌتل ومات مصلوبا وأظهر الجزع من الموت علمنا قطعا أن عيسى لم يكن إلها .
تابعونا ....
التعديل الأخير: