ما الفرق بين الوالدين والأبوين ؟

[م/محسن]

فرق معجز بياني في ذكر الوالدين والأبوين في القرآن :​

الوالدان : ​

أصلهما من الولادة ، فلماذا يطلق العرب لفظ "الوالدان" على الرجل والمرأة رغم أن الولادة خاصة بالمرأة ؟ ،​

الجواب : لأن هذا جاء على سبيل تغليب الأم ، وهو عادة العرب مثل قولهم على الشمس والقمر " القمران" أو "الشمسان"​

الأبوان :​

وهذا اللفظ أيضا على سبيل تغليب الأب فالمرأة هي أم وليست أب.​

​

أما الاعجاز البياني في القرآن :​

فهو في اختيار لفظ الولدين تارة ، ثم اختيار الأبوين تارة أخرى،​

حيث حين يكون السياق هو بر الوالدين والاحسان لهما فإنه يأتي بلفظ " الوالدان " .​

قال تعالى ( وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ ‌وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا ) البقرة 83
وقال ( رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِي ‌وَلِوَٰلِدَيَّ ) ابراهيم 41.
ويتضح المعنى والسياق أكثر في قوله تعالى ( وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ ‌بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ )لقمان 14
هنا ألحق الأب كوالد مع الأم رغم أنها الولدة حقيقة ، وأن الأب كوالد مجازا.
ولأن السياق مقام العطف والرحمة فأتى أولا بالأم قبل الأب فجاء بلفظ ( الوالدين) ، كما جاء في الحديث النبوي : من أحق بصحبتي يا رسول الله ؟ قال : امك ثم أمك ثم أمك ثم أبيك .

وإن كان السياق فيه اشارة الى علو المكانة أو النصيب الأكبر أتى بلفظ الأبوين .
قال ( وَلِأَبَوَيۡهِ لِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُۥ وَلَدٞۚ فَإِن لَّمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلَدٞ وَوَرِثَهُۥٓ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ ٱلثُّلُثُۚ) النساء 11
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ ءَاوَىٰٓ إِلَيۡهِ ‌أَبَوَيۡهِ وَقَالَ ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ ٩٩ وَرَفَعَ أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدٗا) يوسف
(وَرَفَعَ ‌أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ) يوسف 99-100
حيث أن السياق في آيات يوسف مقام تكريم، والرجال أعلا درجة من النساء
وفي النساء، نصيب الأب من الميراث أكبر من الأم ، فناسب اختيار لفظ (الأبوان)

 

[yasma]

​