سبحانه وتعالى عما يصفون

[yasma]

سبحانه وتعالى عما يصفون
فهو لا يُوصف .. وما وَصف نفسه الا تنزلاً لتدرکه افهامنا .. وما أطلق على نفسه الأسماء الا تنزلاً منه لندعوه .
ولكنه فوق الأسماء والصفات .. فلا هو روح ولا هو جسد
ولا هو مادة ولا هو صورة ولا هو معنى ولا هو فكرة
ولا هو نفس ولا هو شيء ..
ولا هو بمن يحل في زمان
ولا هو بمن يتحيز في مكان ولا هو بمن يتحد او يمتزج او ينقسم او يتعدد .. انما هو غير كل هذا .
وهو متعال على كل ما نعرف .
وهو غیب الغيب .
وغاية ما يصل اليه العقل في تصور الله هو ..
البهت .. والحيرة .. والعجز ..
وذروة المعرفة هي العجز عن المعرفة لهذا الأمر الذي
يملأ القلب ولا يجد له اللسان وصفا ولا تعبيرا .
لا سبيل اليه الا بالاشارة .
ولهذا حفل القرآن بالاشارات .. الم .. الر ..
ح م ..ن .. ص ..ق .. وذلك حينما تقطعت انفاس العبارات عن بلوغ مراميه .. فلم تبق الا الإيماءة والحروف المرتجفة التي تشير الى الابهام .
«هو»
نهاية الرحلة التي يحج فيها العقل إلى الحقيقة .
وهو اذ يبلغها .. لا يبقى له الا ان يطوف عريان العقل
خاشع القلب .. مسلم الحواس ..
وقد اسلم الفعل للفاعل وأُسلمت الإرادة للمُريد ..
وأُسلمت القوة للقوي ..
واسلم الحول لمن لا حول ولا قوة الا به .

د/ مصطفى محمود
.رحمه الله.
كتاب/ الطريق الى الكعبة​