أخلاق المسلم بعد الطلاق

yasma

Moderator
إنضم
نوفمبر 16, 2021
المشاركات
1,048
مستوى التفاعل
35
أخلاق المسلم بعد الطلاق
..
بداية
قد يقول شاب هو احنا لسه تزوجنا لما هنسمع ونعرف آداب الطلاق
فنقول له الذي يحسن الطلاق هو الذي يحسن الزواج
ولا يلزم أن تكون مقبلا على الطلاق
كي تعرف كيف تتعامل معه
حيث أنك قد تكون أخ لأخت مطلقة
أو شقيق لأخ مطلق
حيث أن مآسي الطلاق وسلبياته يقع فيها الأهل كلهم
الزوج وأهله من أم وأب وأخت ، والزوجة وأهلها كذلك .
بل المأساة أيضا في عدد حالات الطلاق ،
فقيل على لسان احدى الدراسات أن بين كل 100 حالة زواج تتم في القاهرة ينتهي 33 حالة منهابالطلاق .
و ما ان يسمع الأهل كلمة الطلاق
الا قد بدأت الحرب وهي حرب بما فيها من خدعة وكر وفر
وجراح وآهات ونصر وهزيمة
وتسليح وحشد المدافعين والمحامين
وكتب في محاضر الشرطة وشكاوى وقضايا ونيابة
وشهود زور و صدق
وتهم تبديد للأثاث والمفروشات وشبكة العروس وتهم بالضرب والاعتداء وغيرها .
وما يحدث بعد الطلاق في المجتمع
لأكبر الدلائل على أننا نطبق الاسلام في أمور معينة وتاركين الأخرى
نطبق الاسلام في تحفيظ القرآن ،
ورحلات العمرة
والجمعيات والعيادات والمدارس الاسلامية
ننسى قوله تعالى
وَلاَ تَنسَوُاْالفضل بَيْنَكُمْ
البقرة : 237
وقول الله تعالى
فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ
سَرَاحاً جَمِيلا
وقوله تعالى
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ
وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ
وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
صدق الله العظيم
فأين السراح الجميل والمعروف ؟
وأين الفضل ؟
وأين التقوى ؟
بل انظر كيف يحكي القرآن ويتصور حال المطلقين
بأنه ينبغي أن يتصف بالتفاهم والتشاور بدلا من الشجار المنتشر الآن
فقال تعالى
(فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ )
الطلاق
( فقه السنة للشيخ سيد سابق رحمه الله )
..
(1)
تعريفه:
الطلاق: مأخوذ من الاطلاق، وهو الارسال والترك.
تقول: أطلقت الاسير، إذا حللت قيده وأرسلته.

وفي الشرع: حل رابطة الزواج، وإنهاء العلاقة الزوجية.
..
(2)
كراهته:
إن استقرار الحياة الزوجية غاية من الغايات التي يحرص عليها الاسلام.
وعقد الزواج إنما يعقد للدوام والتأبيد إلى أن تنتهي الحياة، ليتسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهدا يأويان إليه، وينعمان في ظلاله الوارفة، وليتمكنا من تنشئة أولادهما تنشئة صالحة.
ومن أجل هذا كانت الصلة بين الزوجين من أقدس الصلات وأوثقها.
وليس أدل على قدسيتها من أن الله سبحانه سمى العهد بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ، فقال:
وأخذن منكم ميثاقا غليظا
وإذا كانت العلاقة بين الزوجين هكذا موثقة مؤكدة، فإنه لا ينبغي الاخلال بها، ولاالتهوين من شأنها.
وكل أمر من شأنه أن يوهن من هذه الصلة، ويضعف من شأنها، فهو بغيض إلى الاسلام، لفوات المنافع وذهاب مصالح كل من الزوجين.
فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أبغض الحلال
إلى الله - عز وجل – الطلاق 2
" وأي إنسان أراد أن يفسد ما بين الزوجين من علاقة فهو في نظر الاسلام خارج عنه، وليس له شرف الانتساب إليه.
__________
(1) سورة النساء آية 21 (2) رواه أبو داود والحاكم وصححه.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من خبب (1) امرأة على زوجها 2) ".
وقد يحدث أن بعض النسوة يحاول أن يستأثر بالزوج ويحل محل زوجته، والاسلام ينهى عن ذلك أشد النهي.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها (3) ولتنكح، فإنما لها ما قدر لها ".
والزوجة التي تطلب الطلاق من غر سبب ولا مقتض، حرام عليها رائحة الجنة.
فعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة (4 "
..
(3)
حكمه:
..
اختلفت آراء الفقهاء في حكم (5) الطلاق،
والأصح من هذه الآراء، رأي الذين ذهبوا إلى حظره إلا لحاجة، وهم الاحناف والحنابلة.
واستدلوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " لعن الله كل ذواق، مطلاق ".
ولان في الطلاق كفرا لنعمة الله، فإن الزواج نعمة من نعمه، وكفران النعمة حرام.
فلا يحل إلا لضرورة.
ومن هذه الضرورة التي تبيحه أن يرتاب الرجل في سلوك زوجته.
أو أن يستقر في قلبه عدم اشتهائها، فإن الله مقلب القلوب، فإن لم تكن هناك حاجة تدعو إلى الطلاق يكون حينئذ محض كفران نعمة الله، وسوء أدب من الزوج، فيكون مكروها محظورا.
وللحنابلة تفصيل حسن، نجمله فيما يلي:
__________
(1)
خبب: أفسد.
(2)
رواه أبو داود والنسائي.
(3)
أي لتخلي عصمة أختها من الزواج ولتحظى بزوجها.
ولها أن تتزوج زوجا آخر.
(4)
رواه أصحاب السنن وحسنه الترمذي.
(5)
أي الوصف الشرعي له.
فعندهم قد يكون الطلاق واجبا، وقد يكون محرما، وقد يكون مباحا، وقد يكون مندوبا إليه.
فأما الطلاق الواجب:
فهو طلاق الحكمين في الشقاق بين الزوجين، إذا رأيا أن الطلاق هو الوسيلة لقطع الشقاق.
وكذلك طلاق المولي بعد التربص، مدة أربعة أشهر لقول الله تعالى:
" للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم. وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم .1)
وأما الطلاق المحرم
فهو الطلاق من غير حاجة إليه، وإنما كان حراما، لانه ضرر بنفس الزوج، وضرر بزوجته، وإعدام للمصلحة الحاصلة لهما من غير حاجة إليه.
فكان حراما، مثل إتلاف المال، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
لا ضرر ولا ضرار
وفي رواية أخرى أن هذا النوع من الطلاق مكروه لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
أبغض الحلال إلى الله الطلاق
وفي لفظ: " ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق " (2)
وإنما يكون مبغوضا من غير حاجة إليه - وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حلالا - ولانه مزيل للنكاح المشتمل على المصالح المندوب إليها، فيكون مكروها.
وأما الطلاق المباح
فإنما يكون عند الحاجة إليه، لسوء خلق المرأة، وسوء عشرتها، والتضرر بها، من غير حصول الغرض منها.
وأم المندوب إليه: فهو الطلاق يكون عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها، مثل الصلاة ونحوها، ولا يمكنه إجبارها عليها، أو تكون غير عفيفة.
قال الامام أحمد رضي الله عنه لا ينبغي له إمساكها، وذلك لان فيه نقصأ لدينه، ولا يأمن إفساد ه لفراشه، وإلحاقها به ولدا ليس هو منه، ولا بأس بالتضييق عليها في هذه الحال، لتفتدي منه، قال الله تعالى: " ولا تعضلوهن
__________
(1) البقرة الآية 125 - 126 (2) رواه أبو داود
لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة (1 ".
قال ابن قدامه: ويحتمل أن الطلاق في هذين الموضعين واجب.
قال: ومن المندوب إليه، الطلاق في حال الشقاق.

وفي الحال التي تخرج المرأة إلى المخالعة لتزيل عنها الضرر
 
  • Love
التفاعلات: Admin