قلت والحقيقة أن النفاق هو عدم الايمان فكما أن الايمان يكون في القلب و له دلائل وعلامات ظاهرة في القول والعمل ،
فكذلك الكفر والنفاق، له علامات وآيات في القول والعمل ،
فأراد العلماء الاحتراز من رمي المؤمن بالكفر اذا ظهر من قوله وعمله ما يشبه قول وعمل المنافقين ، فيقع المرء في الفتنة والاثم ، لذلك كان قول الائمة في تقسيم النفاق الى نفاق الاعتقاد ونفاق الأعمال ، فعلى سبيل المثال كما سنوضح من صفات المنافق :
ترك الصلاة أو عدم المواظبة عليها ، فقد يكون علامة على النفاق في القلب الذي هو الكفر،
وقد يكون الترك تكاسلا وغفلة وضعف ايمان ، فالله أعلم .
واعلم أن موضوع النفاق متعدد الوجوه ، عميق الفكرة ، خطير العاقبة فلينتبه .
المنافقون طوائف وأصناف والنفاق مراتب
كما هو مفصل في سورة التوبة وغيرها وهم ثلاثة أصناف:
الأول :هو امرؤٌ قليل وضعيف الإيمان .
الثاني : في قلبه مرضٌ من رِيبة وشَكّ فهو يتردد بين الايمان والكفر (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ).
يقول الله تعالى ذكره: ينادي المنافقون، المؤمنين حين حجز بينهم بالسور، فبقوا في الظلمة والعذاب، وصار المؤمنون في الجنة :
إنا كنا معكم في الدار الدنيا، نشهد معكم الجمعات، ونصلي معكم الجماعات، ونقف معكم بعرفات، ونحضر معكم الغزوات، ونؤدي معكم سائر الواجبات؟
{قالوا بلى} أي: فأجاب المؤمنون المنافقين قائلين: بلى، قد كنتم معنا، {ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني} قال بعض السلف: أي فتنتم أنفسكم باللذات والمعاصي والشهوات {وتربصتم} أي: أخرتم التوبة من وقت إلى وقت.
وقال قتادة: {وتربصتم} بالحق وأهله {وارتبتم} أي: بالبعث بعد الموت {وغرتكم الأماني} أي: قلتم: سيغفر لنا. وقيل: غرتكم الدنيا {حتى جاء أمر الله} أي: ما زلتم في هذا حتى جاء الموت {وغركم بالله الغرور} أي: الشيطان
(2) ولقوله تعالى ( إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَافِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) النساء 140
وقال (إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا) 145 النساء
المؤمن قد يصبح منافقا
(لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَانِكُمۡ ) سورة التوبة
1- اذا قاموا للصلاة قاموا كسالى يراءون الناس .
ولايذكرون الله الا قليلا .
(وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء
لا يعمر المساجد ولا يأتيها الا قليلا .
3- يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ، ويفسدون في الأرض .
(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) التوبة
و(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ . أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) البقرة
فهو يثبط المرء اذا أردا فعل الخير من نفقة أو قتال أو غيره قال تعالى (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا) الأحزاب
4- يأبون أحكام الله وتحكيم القرآن .
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ) (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء .
يقولون لك أنّ الدين والاسلام في الجامع والمسجد فقط، أما الدستور والقوانين فلا مجال للدين فيها ولاقول لأحكام الاسلام فيها .
5- يتعبد ويتظاهر بأداء المشاعر والنسك ،فاذا أصابته مصيبة انقلب وترك المشاعر والنسك والمظاهر التعبدية.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ)
فترى الرجل يطلق اللحية ويرتدي الجلباب ـ او امرأة ترتدي الحجاب ثم لا يلبثون قليلا فيحلق الرجل لحيته أو تخلع المرأة حجابها وخمارها وتعود الى السفور والتبرج .
فهو اذن يسخط لحكم الله وقليل الصبر على الأذى والشدائد، ويسخط لقسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدقات والغنائم .
6- سيء الظن بالله .
دائم القلق يخشى ما في الغد .
(يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) آل عمران (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ) الفتح
والخلاصة هو أن ينأى المسلم بنفسه ويبتعد عن أي خصلة أو صفة من تلك الصفات والعلامات التي ذكرناها في شان المنافقين
كي لا تكون فيه خصلة من النفاق ،
واحفظ جيدا قول الله تعالى حين قال في شأن الذين يوالون أعداء المسلمين (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ. فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)
وأيضا قوله تعالى (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) النساء 140 والشاهد قوله تعالى (إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ) .
12- افتراء الاشاعات والأخبار الكاذبة ، ونشرها وتصديقها .
المنافقون دائمي التشكيك في أعراض المسلمين والمسلمات وكان أبلغ صورها هي في حديث الإفك في شأن زوج النبي صلى الله عليه وسلم،
وأيضا في قدرة المسلمين على النصر يقول تعالى في شأن قتال يوم الأحزاب حين حاصروا المدينة (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) الأحزاب
وقال (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا )
13- صفات المنافقين في الخبر النبوي :
الكذب في الحديث ، والخيانة في الأمانة ، والخلف في الوعد، والغدر في المعاهدة ، والفجور في الخصومة .